يُرِيدُ : يَا مخنوق ويا ليلُ ، ويا كروانُ. وعَلَى أَنَّ الأمثَالَ عِنْدَنَا وإنْ كانتْ مَنْثُورةً فَإنَّهَا تَجري فِي تَحَمُّلِ الضرورةِ لها مجرى المنظوم فِي ذَلِكَ.
قَالَ أَبو عَليّ : لاَِنَّ الغَرَضَ فِي الأَمثال إِنَّمَا هُو التسيير ، كَمَا أَنَّ الشّعْرَ كَذَلِكَ فَجَرى المَثَلُ مجرى الشّعْرِ فِي تَجَوُّزِ الضَّرُورةِ فِيهِ ومِنَ الشّعْرِ قَولُهُ :
عجبتُ لِعَطَار أتَانَا يَسُومُنَا |
|
بِدَسْكَرَةِ المَرَانِ دُهْنَ البَنَفْسَجِ |
فَقْلْتُ لَهُ عَطَارُ هَلاّ أَتَيْتَنَا |
|
بِنَورِ الخُزَامَى أَو بِخُوصةِ عَرفَجِ (١) |
أَرَادَ يَا عَطَّارُ.
وقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا فِي غيرِ موضع من كُتُبِنَا ، وإنَّمَا قَالَ ابنُ مُجَاهد والألِفِ ساقطةٌ لاَِجْلِ قِرَاءةِ ابنِ عَبَّاسَ وعَكْرِمَةَ ويحيى بن يعْمَر والجَحْدَرِي والضَّحَّاك وابنِ مُحَيصِن : (رَبِّي أَحْكَمُ بالحَقّ) (٢) بياء ثَابتة ، وفَتْحِ الألفِ والكافِ ، ورَفْعِ الميم (٣).
__________________
اسكتْ وتَوقَّ انتشارَ ما تلفظ بهِ كَراهَةَ ما يتعقّبهُ. والكرا : الكروان ، ويقال أنّه مرخّم الكروان ، ويقال لَهُ : اطرقْ كَرَا إ نَّكَ لاَ تَرى ، فيصيدونه بهذه الكلمة.
اُنظر : مجمع الأمثال : ١ / ٤٣١ وخزانة الأدب : ٢ / ٣٧٤.
(١) العَرْفَج : ضربٌ مِنَ النباتِ سهْلِيٌّ طيبُ الريح أَغبرُ اللَّونِ إِلى الخُضرةِ. انظر : مجمع البيان : ١٧ / ٦٥ وتاج العروس ـ طبعة الكويت ـ ٦ / ١٠٠.
(٢) قال أَبو حيَّان : وقرأ ابن عباس وعِكْرمة والجَحْدَرِي وابنُ مُحيْصِن : (رَبَّيْ) بإسكان الياء (أَحْكَمُ) جعله أفعلَ التفضيل. فَرَبي أَحْكَمُ مبتدأ وخبر.
البحر المحيط : ٦ / ٣٤٥.
(٣) المحتسب : ٢ / ٦٩ ـ ٧١.