(هؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) (١) إنَّهُ أَرادَ يَا هؤلاءِ ، وحذَفَ حَرْفَ النداءِ مِنْ حيثُ كان (هؤلاءِ) مِنْ أسماءِ الإِشارةِ.
وهو جائز أَنْ يكونَ وصفاً لأيّ في نحو قولِهِ :
ألا أَيَّهذا المنزلُ الدارسُ الّذي |
|
كَأَ نَّك لَمْ يَعْهَدْ بِكَ الحَيَّ عَاهِدُ (٢) |
و (ربُّ) مِمَّا يَجُوز أَنْ يَكُونَ وصْفاً (لاَِيّ) أَلاَ تَرَاكَ تجيزُ يَا أَيُّهَا الربُّ؟ قال أَصحابُنا : فلم يكونوا ليَجمَعُوا عليه حذفَ موصوفِهِ وهو (أَي) وحَذْفَ حرف النداءِ جميعاً.
وعَلَى أَنَّ هَذَا قَدْ جَاءَ فِي المَثَلِ وهْو قَولُهُمْ : افْتَدِ مَخْنُوق (٣) ، وأَصْبِحْ لَيْل (٤) ، وأَطْرِقْ كَرَا (٥).
__________________
(١) سورة هود : ١١ / ٧٨. وقرأ بنصب أطهرَ سعيد بن جبير والحسن بخلاف ومحمّد بن مروان وعيسى الثقفي وابن أبي إسحاق وقد ذكر سيبويه هذه القراءة وضعَّفها ، وقال : احتبى ابن مروان في ذه في اللحن. تنظر : ص : ٥٤ و ١١٨ وكتاب سيبويه ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ ٢ / ٣٩٧ والمحتسب : ١ / ٣٢٥.
(٢) البيت لذي الرِّمَّة ويروى صدره :
ألا أيُّها الرَّبْعُ الذي غَيَّرَ البِلَى |
|
...... |
ديوان ذي الرِّمَّة : ١٢٢ والكتاب : ١ / ٣٠٨ والمقتضب : ٤ / ٢١٩ و ٢٥٩ وأمالي الشجري : ٢ / ١٥٢ وشرح المفصل : ٢ / ٧.
(٣) مثلْ يُضْرَبُ لِكُلِّ مَشْفُوق عَلَيْه مضطرّ. ويروى (افتدى مخنوق). انظر : مجَمع الأَمثال : ٢ / ٧٨.
(٤) أصل هذا المثل كما يروى ، أنَّ امرئَ القيسِ بن حُجْر الكِنْدِي كَانَ رَجُلاً مُفَرّكاً لا تُحبّه النساءِ ، ولا تكادُ امرأةٌ تصبر مَعَهُ ، فتزوّج امرأةً من طيء فأبغضتهُ ، وكرِهَتْ مَكَانَها معهُ فجعلت تقول : يا خيرَ الفتيانِ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ ، فيرفَعُ رأسَهُ فينظر فإذا الليل كما هو فتقول : أَصْبِحْ لَيْلُ. والمَثل يقال في الليلة الشديدة التي يطول فيها الشرّ.
انظر : مجمع الأمثال : ١ / ٤٠٣.
(٥) بقية هذا المثل : إنَّ النعامَةَ في القُرىَ. ويُضْرَبُ لِلَّذِي لا غِناء عِندَهُ ويتكلّمُ ، فيقالُ لَهُ :