٤ ـ إِنِ المُخفّفة مِنْ إِنَّ
قَرَأَ قتادة : (وَإِنْ مِنَ الحِجَارَةِ) (١) وَكَذلِك قراءَتُهُ : (وَإِنْ مِنْهَا) (٢) مخفّفة (٣).
قال ابن مجاهد : أحسبه أَرادَ بقولهِ مخفّفةً الميم ، لأنّي لا أَعرفُ لتخفيفِ النون معنى.
قال أبو الفتح : هذا الذي أَنكره ابنُ مجاهد صحيحٌ ، وذلك أَنَّ التخفيفَ في إِنَّ المكسورة شائعٌ عنهم أَلاَ ترى إلى قولِ اللهِ تعالى : (إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا) (٤) ، (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَك بِأَبْصَارِهِمْ) (٥) أَي : إنَّهُم على هذه الحال.
وهذه اللاّم (٦) لازمة مع تخفيف النون فرقاً بين إِنْ مخفّفة من الثقيلة
__________________
(١) و (٢) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٧٤ : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ).
(٣) قالَ أَبو حيان : يحتمل وجهين :
أحدُهما : أنْ تكون (إنِ المخفّفة من الثقيلة) معملة ويكون من الحجارة في موضع خبرها وما في موضع نصب بها وهو اسمها واللاّم لام الابتداء.
والوجه الثاني : أنْ لا تكونَ معملة بلْ تكون ملغاةً والمبتدأ والخبرُ في الجار والمجرور قبله. البحر المحيط : ١ / ٢٦٤.
(٤) سورة الفرقان : ٢٥ / ٤٢.
(٥) سورة القلم : ٥٤ / ٥١.
(٦) اللاّم في (لَمَا يَتَفَجَّرُ) مختلف فيها :
ذهب علي بن سليمان الأَخفش وجماعة إلى أنَّها لامُ الابتداء ، لزمتْ للفرقِ بينَ إنِ المذكورة وإنِ النافية ، وذهب أبو علي الفارسي وغيره إلى أنّها ليست لام الابتداء.
انظر : إعراب القرآن المنسوب إلى الزجّاج : ٧٥١ ـ ٧٥٥ والبحر المحيط : ١ / ٢٦٤.