عَاهَدُوا مُعَاهَدةً أو عِهَاداً ، كَقَاتَلْتُ مُقَاتَلَةً أو قِتَالاً ، إِلاَّ أنَّهُ جَاءَ عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ كقوله :
عَمْركِ اللهَ سَاعةً حدّثينَا |
|
ودَعِينَا مَنْ قَولِ مَنْ يُؤذِينَا (١) |
إنَّما هو : عَمَّرتُكِ اللهَ تعميراً ـ دعاءٌ لها ـ فَحُذِفَتْ زيادةُ التَّاءِ والياءِ. وعَلَيهِ : جاءَ زيدٌ وحْدَهُ ، أيْ : أُحِدَ بِهَذَهِ الحالِ إيْحَاداً. ومَرَرْتُ بِهِ وحْدَهُ أَيْ : أوحَدْتُهُ بِمُرورِي إيْحَاداً. وقَدْ يُمكِنُ أنْ يَكُونَ وحْدَهُ مَصدرَ هُو يَحِدُ وحِداً فهو واحدٌ.
والمصدرُ على حذف زيادتِهِ كثيرٌ جداً ، إِلاَّ أَنَّهُ لَيسَ مِن قولِهِم : سَلَّمْتُ عليهِ سَلاَماً وإنْ كَانَ فِي مَعْنَى تَسْلِيماً مِنْ قِبَلِ أَنَّهُ لَو أُرِيدَ مَجِيؤُهُ عَلَى حذفِ الزيادةِ لَـمَـا أُقِرَّ عليهِ شيءٌ مِنْ الزيادِةِ وفيهِ أَلِفُ سلام زائدة.
ومثله : كَلَّمْتُهُ كَلاَماً والسلامُ والكلامُ لَيْسَا عَلَى حَذْفِ الزيادَةِ لكِنَّهُما اسمانِ عَلَى فَعَال بِمَعنى المَصْدَرِ ، فَاعرفْ ذَلِك (٢).
قيام الفعل مقام المصدر
قَرَأَ عبد الله والأَعمش : (يُرِيدُ لِيُنْقَضَ) (٣) قَالَ أَبُو الفتحِ : إنْ شِئتَ قُلْتَ : إنَّ اللاَّمَ زَائِدةٌ ، واحتججتَ فيهِ بقراءَةِ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) (٤) وإنْ شِئْتَ
__________________
(١) انظر : لسان العرب : ٦ / ٢٧٩.
(٢) المحتسب : ١ / ١٠٠.
(٣) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٧٧ : (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ).
(٤) القراءة المنسوبة في بعض الروايات الشاذّة إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كما في المحتسب : ٢ / ٣١ هي بضمّ الياء وفتح الضاد من غير تشديد في (يُنْقَضَ) من قوله تعالى المتقدّم آنفاً : (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ).