بالإضَافَةِ إلَيْهِ. وذلك مِمّا يُنافي تقديرَ حرفِ الجرِّ معهُ ، لأَنَّ حرفَ الجرِّ يَسقُطُ. فلا يعترضُ بَيْنَ المضافِ وَالمُضَافِ إليهِ (١).
الاستثناء
الاستثناء المنقطع
قَرَأَ ابنُ عباس وسعيد بن جُبَير والضَّحَّاك بنُ مُزاحِم وَزَيدُ بنُ أَسْلَم وعبدُ الأَعلَى بن عبد الله بن مسلم بن يسار ، وَعَطاء بن السائب وابن يَسار : (إلاَّ من ظَلَمَ) (٢) بفتح الظاء واللاّم.
قال أبو الفتح : ظَلَمَ وَظُلِمَ جَمِيعاً عَلَى الاستثناءِ المُنْقَطِع ، أي : لكن مَنْ ظلم فَإنَّ اللهَ لاَ يَخْفَى عليهِ أَمرُهُ ، وَدَلَّ عَلَى ذَلِك قَوْلُهُ : (وَكَانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (٣).
ومن ذَلِك القراءَةُ الفاشية : (إلاَّ مَنْ ظَلَمَ) (٤) و (مَنْ) هنا منصوبة على الاستثناء وهو منقطع ، بمعنى لكن ، فقوله تعالى : (إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلاَّ مَن ظَلَمَ) (٥) مَعْنَاهُ : لَكِن مَنْ ظَلَمَ كَانَ كَذَا. وَلَعَمْرِي إنَّ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٩٥.
(٢) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٤٨ : (لاَّ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيْماً).
(٣) المحتسب : ١ / ٢٠٣.
(٤) من قوله تعالى من سورة النمل : ٢٧ / ١١ : (إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوء فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
(٥) سورة النمل : ٢٧ / ١٠ ـ ١١.