الأركان الثلاثة أُطلِقَ عليها ضعيفة أَوْ شاذة أَوْ باطلة سواء أكانت عن السبعة أم عمَّن هو أكبرُ مِنهم (١) وَقَد شَرَطَ بَعْضُهُم التواتر ولم يكتفِ بصحّةِ السند (٢) ، ولكنَّ مكيّاً (ت / ٤٣٧ هـ) وابن الجَزَري (ت / ٨٣٣ هـ) وَتَبِعَهُم كَثيرٌ منَ القُرّاءِ اتّفقوا على أَنّهُ لاَ يلْزُم التواتُر (٣) وقد أكّدُوا صحّةَ السند فقالوا : الشرط واحدٌ وهو صحّةُ النقلِ ويلزمُ الآخرانِ (٤) وهذا هو رأي ابنِ جِنِّي الذي يقول بصريح العبارة : فإِنّ وَجْهَ القراءةِ المطابقِ للمصحف لا يُقْدَمُ عليه إلاَّ أنْ يَرِدَ بِهِ أَثَرٌ وإنْ كانَ في العربيةِ سائغاً (٥).
مَعْنَى الشذوذ في القراءات
عندما نستفتي المراجعَ اللغويةَ في مَعْنَى شذَّ يشذُّ نَجِد اللغويينَ يقولونَ : شَذَّ عَنّهُ يَشُذُّ وَيَشِذُّ ، بضمّ الشينِ وكسرِهَا شذوذاً ، انْفَردَ عَنِ الجُمهورِ فهوَ شاذٌّ وأَشذَّهُ غَيْرُهُ (٦). والقراءاتُ الشاذَّةُ يُعَبِّرُ عَنْهَا العلماء تعابير لا نستطيع أَنْ نَعُدَّها تعريفاً فَنِّيًّا وهم مختلفونَ. فلنستعرضْ تحديدهم لَها.
١ ـ أطلقَ ابنُ جنِّي وصفَ الشاذِّ على ما عدا القراءاتِ السبعِ ، وَزَعَمَ انها تسميةٌ شاعت عِندَ أَهلِ زمانِهِ فَقَالَ : «وضرباً تَعدَّى ذَلِك فسـمَّـاهُ أهلُ زمانِنا
__________________
(١) تأويل مشكل القرآن : ٤٢ والنشر ١ / ٩ و ١ / ١٣ ومنجد المقرئين : ١٥ والإبانة : ١٨ والمصاحف : ٨ والإتحاف : ٣ والإتقان : ١ / ٢٥٨.
(٢) القراءة في الشواذ : ٧٠ والإتقان : ١ / ٢٦١ ومنجد المقرئين : ١٧.
(٣) القراءة في الشواذ : ٧١.
(٤) النشر : ١ / ١٣ والإتقان : ١ / ٢٦٢.
(٥) المحتسب : ١ / ٣٠٨.
(٦) الصحاح ـ شذذ ـ : ٢ / ٥٦٤ ولسان العرب : ٥ / ٢٨ ومختارات القاموس : ٣٢٦.