بمنزلة صَه ومَه ولاَ إِعرابَ فِيهِ كَما لاَ إعرَابَ في صه وَمَه وحَيْهَلْ ، غَيرَ أَنَّهُ بُنِي عَلَى الحَرَكَةِ الَّتِي كَانَتْ لَهُ فِي حالِ الظرفيّةِ ، كَمَا أَنَّ فَتْحَةَ لامِ رَجُل من قولِكَ : لاَ رَجُلَ في الدارِ ، وهي الحركةُ التي تُحْدِثُها (لا) إعراباً فِي المُضَافِ والمَمْطُولِ نَحْو لاَ غلامَ رَجُل عِنْدَكَ ولاَ خيراً مِنْكَ فِيهَا ، وكَذَلِكَ قولُ اللهِ تعَالَى : (مَكَانَكُم أَنْتُم وشُرَكَاؤكُم) (١) ، الفَتْحَةِ فِي نونِ مَكَانِكُمْ فتحة بناء ، لاَِ نَّهُ اسمٌ لِقَولِكَ : اثبتوا ، ولَيْسَتْ كَفَتْحَةِ النُّونِ مِنْ قَولِكَ : الزَموا مَكَانَكُم هَذَه إِعرابٌ ، وتِلْكَ في الآيةِ بناءٌ. وهَذَا مَوضِعٌ فيهِ لِطيفٌ فتفهمْهُ.
ولَما دَخَلَ شيخُنَا أَبو عليّ الموصلَ سنةَ إحْدَى وأَربعين ، قَالَ لَنَا : لَو عرفتُ فِي هَذَا البلدِ مَنْ يعرف الكلاَم عَنْ قَولِكَ : دُونَكَ زيداً لغدوتُ إلى بابِهِ ورُحتُ ، وكَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالى : (كَتَبَ اللهُ عَلَيْكُم) و (كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُم) (٢) (عَلَيْكُم) فِي المَوْضِعينِ مَنْصُوبةُ الموضِعِ بنفسِ كَتَبَ وكتاب ولَو قُلْتَ : عَلَيْكُم كتابَ اللهِ لَـمَـا كَانَ لِقَولِك عَلَيْكُم مِنَ الإعراب أَصلاً ولاَ كَانَتْ مُتَعِلّقَةً بشيء ظاهر ولاَ محذوف ولاَ مُضْمَر عَلَى مَا تَقَدَّمَ ، فاعْرِفْهُ (٣).
٤ ـ هيـت
قَرَأَ : (هَيْتِ لَكَ) (٤) بِفَتْحِ الهاءِ وكَسْرِ التَّاءِ ابنُ عَبَّاس ـ بِخِلاف ـ وابنُ
__________________
(١) سورة يونس : ١٠ / ٢٨.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٢٤.
(٣) المحتسب : ١ / ١٨٥ ـ ١٨٦.
(٤) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ٢٣ : (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ).