ما الاستفهامية
قَرَأ عِكْرَمة وعيسى : (عَمَّا يَتَسَاءَلُونَ) (١) قَالَ أَبو الفتح : هَذَا أَضْعفُ اللغتين ، أَعْنِي إثبات الألف فِي (مَا) الاستفهامية إذا دَخَلَ عَلَيْهَا حرف جَرّ.
وَرَوَيْنَا عَنْ قُطْرُب لِحَسَّان :
عَلَى مَا قَامَ يَشْتُمُنِي لَئِيمٌ |
|
كَخِنْزِير تَمَرَّغَ فِي دَمَانِ (٢) |
فَأَثْبَتَ الأَلِف مَعَ حَرْفِ الجَرِّ (٣).
التنبيه بـ (أَلا)
قَرَأَ زيد بن علي عليه السلام : (أَلا الَّذِينَ ظَلَمُواْ) (٤) بِفَتح الهمزة خفيفة.
قال أَبو الفتح : وَجهُهُ أَنَّ الوقوفَ فِي هَذَهِ القراءة على قوله تعالى : (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) (٥) ، ثمّ استأنفَ منبّهاً فقال : (أَلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة النبأ : ٧٨ / ١ : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ).
(٢) ينسب البيت لحسّان بن ثابت كما ينسب إلى حسّان بن المنذر وينسب إلى الفرزدق. ويروى (في دمال) و (في رماد) مكان (دمان) و (ففيم تقوم) مكان (على ما قام) ومن نسبه إلى حسّان بن ثابت قال : هو من قصيدة يهجو بها بني عابد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. والدَّمان بالفتح والدِّمن بالكسر السرقين المتلبّد والبعر.
أمالي الشجري : ٢ / ٢٣٣ والبيان : ٢ / ٢٩٣ وشرح المفصل : ٤ / ٩ وشرح الكافية : ٢ / ٥٤ وشواهد العيني على شرح الأشموني : ٤ / ٢١٦ والهمع : ٢ / ٢١٧ والدرر اللوامع : ٢ / ٢٣٨ والخزانة ـ بولاق ـ ٢ / ٥٣٧ وتاج العروس ـ دمن ـ.
(٣) المحتسب : ٢ / ٣٤٧.
(٤) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٥٠ : (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي).
(٥) سورة البقرة : ٢ / ١٥٠.