قالَ أَبُو الفتح : هذا مصدر على فُعْلَى ، كَأَخَوَاتِهِ مِنَ الرُّجْعَى ، والحُسْنَى والبُؤسَى والنُّعْمَى وَعَلَيهِ مَا حَكَاهُ أَبو الحَسَنِ (١) من قراءَةِ بَعْضِهِم (٢) : (وَقُولُوا للناسِ حُسْنَى) (٣). كقولك عُرْفَا (٤).
فاعلـة
قَرَأ ابنُ مسعود : (وَإنْ خِفْتُم عَائِلَةً) (٥) قَالَ أَبو الفتح : هَذَا مِن المصادِرِ التي جاءت على فاعلة ، كالعَاقِبَة ، والعَافِيَة ، وَذَهَب الخليلُ في قولِهِم (٦) : مَا بَالَيتُ بَالةً أَنَّهَا فِي الأصلِ بالية ، فَحُذِفَتْ لاَمُها تخفيفاً ، ومِنْهُ قَولُهُ سبحانَه : (لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً) (٧) ، أيْ : لَغْوَا.
ومِنْهُ قَوْلهُمْ : مَرَرْتُ بِهِ خاصَّةً ، أيْ : خُصوصاً ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَآئِنَة مِّنْهُمْ) (٨) فيجوز فِيهِ أَنْ يكونَ مصدراً ، أَيْ : خيانَةً مِنْهُم ، ويجوزُ أنْ يكون على أَنَّ معناهُ على نِيَّة خائِنَة ، أَو عقيدة خائنة ، وكذلك أَيضاً يجوزُ أَنْ يَكُونَ لاَ تَسْمَعُ فِيها كلمةً لاَغِيَةً ، وَكَذَلِك الآخر على
__________________
(١) انظر : معاني القرآن للأخفش : ٥٧ / أ.
(٢) هو الحَسن كما في إتحاف فضلاء البشر : ٨٦ وقال الأخفش : الحَسن لا يتكلَّمُ بِهَا إلاَّ بالألفِ واللاّم كما لا يتكلّم بتذكيرها إلاَّ بالألِف واللاّم. لو قلت جاءني أَحسنُ وأطولُ لَمْ يَحْسُنْ حَتَّى تقولَ جاءني الأَحسنُ والأطولُ ، وكذلِك هَذَا ، تقولُ جَاءني الحُسْنَى والطُولَى. معاني القرآن للأخفش : ٥٧ / أ.
(٣) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٨٣ : (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً).
(٤) المحتسب : ٢ / ٣٦٣.
(٥) من قوله تعالى من سورة التَّوبة : ٩ / ٢٨ : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيْكُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
(٦) الكتاب : ٢ / ٣٩٢.
(٧) سورة الغاشية : ٨٨ / ١١.
(٨) سورة المائدة : ٥ / ١٣.