التخلّص من التقاء الساكنين
١ ـ بالكسر
حَكَى أَبو عمرو : أَنَّ أَهلَ نجران (١) يقولون : (بَرَاءَةٌ مِنِ اللهِ) (٢) يجرّون الميم والنون.
قَال أَبو الفتح : حَكَاهَا سِيَبوَيه (٣) وهي أوّل القياسِ ، تَكْسِرُهَا لالتقاء الساكنين غَيرَ أَنَّهُ كَثَرَ استعمالُ (مِنْ) مَعَ لامِ المعرفة فَهَرَبُوا مِنْ تَوَالِي كَسرتين إلى الفَتْحِ (٤) وإذَا كَانُوا قَدْ قَالُوا : (قُمَ الليْلَ) (٥) (وَقُلَ الحَقُّ) (٦) ففتحوا وَلَمْ تَلْتَقِ هُنَاك كَسْرَتَانِ ، فالفتحُ في (مِنَ اللهِ) لِتَوَالِي الَكسْرَتَيْنِ أَوْلَى (٧).
٢ ـ بالكسر وغيره
قَرَأ أُبَيُّ بنُ كَعْب والحسَنُ وابنُ أَبي إسحاقَ : (صَادِ) (٨) بكسر الدَّالِ.
__________________
(١) انظر : مختصر في شواذّ القرآن : ٥١.
(٢) من قوله تعالى من سورة التَّوبة : ٩ / ١ : (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
(٣) قال سيبويه : وقد اختلفتِ العرب في (مِنْ) إذا كان بعدَهَا ألِفُ وصل غير ألفِ اللاّمِ فكَسَرَهُ قَومٌ على القياسِ ، وهي أكثرُ في كلامِهِم ، وهي الجيدةُ. الكتاب : ١ / ٢٧٥.
(٤) هذا ملخّص رأي سيبويه. انظر : الكتاب : ١ / ٢٧٥.
(٥) من قوله تعالى من سورة المزمّل : ٧٣ / ٢ : (قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيْلاً). والفتح حكاهُ قُطْرُب. اُنظر : هذه القراءة في مختصر في شواذّ القرآن : ١٦٤ والمحتسب : ٢ / ٣٣٦ والبحر المحيط : ٨ / ٣٦٠.
(٦) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٢٩ : (وَقُلِ الحَقَّ مِن رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ). والفتح قراءة أبي السَّمَّال. انظر : مختصر في شواذّ القرآن : ٧٩.
(٧) المحتسب : ١ / ٢٨٣.
(٨) من قوله تعالى من سورة ص : ٣٨ / ١ : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ).