يا قاصِ ، فَرَدَدْتَ عينَ الفِعْلِ إلِى الكَسْرِ لاَِ نَّهُ فاعلٌ ، وَأَصْلُهُ قَاصِصْ ، فَمِنْ هُنَا ضَعُفَتْ هذه القراءَةُ وإنْ كَانَ فِيها من الاعتذارِ والاعتلالِ ما قَدَّمنا ذِكْرَهُ (١).
الشرط والجزاء
من أدوات الشرط
١ ـ إنْ
قَرَأَ ابنُ مَسْعُود : (وَلاَ يُجْرِمَنَّكُم) ـ بَضَمّ الياءِ ـ (شَنَآنُ قَوْم إِنْ يَصُدّوكُمْ) (٢) بكسر الأَلف.
قالَ أَبو الفتح : في هذه القراءة ضعفٌ ، وذلك لاَِ نَّهُ جَزَمَ بِإِنْ وَلَمْ يأتِ لَهَا بجواب مَجْزُوم أَوْ بالفاءِ (٣) ، كَقَوْلِكَ : إِنْ تَزُرْنِي أَعطيكَ دِرْهَماً ، أَوْ فَلَكَ دِرْهَمٌ ، وَلَوْ قُلْتَ : إنْ تزُرْنِي أَعْطَيْتُكَ دِرْهَماً قَبُحَ (٤) لِمَا ذَكَرْنَا وَإنَّمَا بَابُهُ الشعر :
__________________
(١) المحتسب : ١ / ١٢٣ ـ ١٢٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة المائدة : ٥ / ٢ : (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآ نُ قَوْم أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ). قَرَأ أبو عمرو وابنُ كثير بكسر الهمزة ، وقرأ باقي السبعة بالفتح.
وَلَمْ أَجدْ فيما بينَ يَدَيَّ مِنْ مصادِر (يَصُدُّكُمْ) بالمضارع ، والموجود (صَدّوكُمْ) بالماضي ، وَصَرَّحَ أَبو حيَّانَ فقالَ : قرأَ أَبو عمرو وابنُ كثير : (إِنْ صَدُّوكُمْ) بِكَسْر الهمزةِ عَلَى أَنَّهَا شَرْطِيَّةٌ ويؤيّدُ قراءَةَ ابنِ مَسعُود إنْ صَدُّوكُمْ ... انظر : الكشف عن وجوه القراءات السبع : ١ / ٤٠٥ ومجمع البيان : ٦ / ١٠ والبحرالمحيط : ٣ / ٤٢٢ وإِتحاف فضلاء البشر : ١١٩.
(٣) أَنْكَر ابن جرير والنحاس قراءة كسر (إِنْ) وقال ابنُ الأَنباري : فَمَنْ قَرَأَ بالكسرِ كانَتْ شرطيَّةً و (وَلاَ يُجْرِمَنَّكُم) سَدَّ مَسَدَّ الجوابِ. ينظر : البيان في غَريب إِعراب القرآن : ١ / ٢٨٣.
(٤) قالَ المُبَرّدَ : «أَمّا إنْ تَأْتِنِي أَتَيْتُكَ فَإنَّ بِعْضَهُمْ قَدْ يجيزهُ في غيرِ الشعرِ». وَيَرى ابنُ مالك