إنْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طَارُوا بِهَا فَرَحاً |
|
يوماً وَمَا سَمِعُوا مِنْ صالِح دَفَنُوا (١) |
وَقَرَأَ أَبَان بن تَغْلِب : (خَطَايَانَا إِنْ كُنَّا) (٢) بالكسر.
قَالَ أَبُو الفتح : هَذَا كلام يعتادُهُ المستظهر المُدِلِّ بِمَا عِنْدَهُ ، يقولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ : أَنَا أَحْفَظُ عَلَيْكَ إنْ كُنْتَ وافياً ، وَلاَ يَضِيعُ لَكَ جَمِيلٌ عِنْدِي إنْ كُنْتَ شاكراً ، أَيْ : ابنِ هَذَا عَلَى هَذَا ، فَإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ ، أَنّي شاكرٌ وَاف فَلَنْ يضيعَ لَكَ عِنْدِي جَمِيلٌ ، أَيْ فَكَمَا تَعْلم أَنَّ هَذَا مَعْرُوفٌ مِنْ حَالِي فَثِقْ بِوَفَائِي وَزَكاءِ صَنِيعكَ عِنْدِي وَمِثْلُهُ بَيتُ الكِتَاب :
__________________
جوازَ ذَلِكَ في الاختيار ، قَالَ : والصحيحُ الحُكْمُ بِجَوازِهِ مطلقاً لِثبُوتِهِ فِي كلامِ أفصحِ الفُصَحَاءِ ، وكثرةِ صُدُورِهِ عن فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. ثمّ استشهد :
١ ـ بالحديث الشريف : مَنْ يَقمْ لَيْلَةَ القدر غُفِرَ لَهُ.
٢ ـ وقول عائشة : إنَّ أَبَا بكر رَجُلٌ أَسيفٌ متَى يَقُمْ مَقَامَك رَق.
٣ ـ وذكر شواهد من الشعر.
وقال الرضيُّ الأسترآباذي : «وَمِثله قليلٌ لم يأتِ في الكتاب العزيز وقال بعضُهُم : لا يجيء إِلاَّ في ضَرُورَةِ الشِّعرِ» وقال المَالِقِي عن (إنْ) : قَدْ تَدْخُلُ عَلَى مضارع وماض فتعملُ في الأوْلِ لاَِ نَّهُ مضارعٌ ولا تعملُ فِي الثاني لاَِ نَّهُ مبنيٌّ وَذَلِكَ أَيضاً قليلٌ. وَقَالَ ابنُ هِشَام ولا يجوزُ (إنْ يَقُمْ زَيْدٌ قَامَ عمروٌ) فِي الأصَحِّ إلاّ في الشعرِ. إذ لا يكون في النثر فعل الشرط مضارعاً والجوابُ ماضياً. المقتضب : ٢ / ٧١ وشَوَاهِد التَّوضِيح والتَّصحيح : ١٤ ـ ١٦ وشرح الكافية : ٢ / ٢٣٢ ورصف المباني : ١٠٥ والمغني : ٢ / ٦٩٢.
(١) البيت لقعنب بنِ أُمِّ صاحب واسمُهُ ضمرة أَحدُ بني عبد الله بن غطفان. ويروى (سبة) مكان : (ريبة) ويُروَى : (مني) و (عني) مكان : (يوما).
انظر : ديوان الحماسة : ٢ / ١٨٧ والمحتسب : ١ / ٢٠٦ وشواهد التوضيح والتصحيح : ١٦ والمغني : ٢ / ٢٩٢ وشرح الأشموني : ٤ / ١٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة الشعراء : ٢٦ / ٥١ : (إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ).