وهْو يُريدُ (الخَفْق) لاَِنَّ هَذَا أَمْرُ يَخْتَصُّ بِهِ ضرورةُ الشِّعْرِ (١).
تِسْعٌ وتَسْعٌ
قَرَأ الحَسَن بِخلاَف : (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تَسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) (٢) قَالَ أَبُو الفَتْح : قَد كَثُرَ عَنْهُمْ مَجِيءُ الفَعْل والفِعْل عَلَى المَعْنَى الواحِدِ نَحو البَزْر والبِزْر والنَّفْط والنِّفْط والسَّكْر والسِّكْر ، والحَبّر والحِبْر والسَّبْر والسِّبر فلا يُنْكَر عَلَى ذَلِكَ ، (التَّسْع) بِمَعْنَى التِّسْع لاَ سيما وهي تجاور العَشَرَة بفتح الفاء (٣).
إِضافة العدد
قَرَأَ عبد الله بن مسلم بن يَسَار وأَبو زُرعَة بن عمرو بن جرير : (بِأَرْبَعَة شُهَدَاءَ) (٤) بالتنوين.
قَالَ أَبُو الفَتْحِ : هَذَا حَسَنٌ في معناهُ وذلك أَنَّ أسماءَ العَدَدِ مِنْ الثلاثةِ إلى العَشَرَةِ لاَ تُضَافُ إلى الأوصافِ ، لا يُقَالُ : عندي ثلاثةُ ظريفين إلاّ في ضرورة إلى إقامةِ الصفةِ مقامَ الموصوفِ ، وليسَ ذَلِكَ فِي حُسْنِ وضْعِ الاسمِ هُنَاكَ.
والوجُهُ عِندِي : ثلاثةٌ ظريفونَ وكَذَلِكَ قَولُهُ : (بِأَرْبَعَة شُهَدَاءَ) لتجري (شهداءَ) عَلَى (أربعة) وصْفاً ، فَهَذَا هذا.
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة ص : ٣٨ / ٢٣ : (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ).
(٣) المحتسب : ٢ / ٢٣١.
(٤) من قوله تعالى من سورة النُّور : ٢٤ / ٤ : (والَّذينَ يَرْمُونَ المَحْصَنَاتِ ثُمَّ لَم يَأ تُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً).