قال أَبو الفتح : (رسول اللهِ) منصوبٌ على اسم (لكنَّ) والخبر محذوف ، أَي : ولكنَّ رسولَ اللهِ محمدٌ وعليه قول الفرزدق :
فَلَوْ كُنتَ ضَبِّيًّا عرفتَ قَرَابَتِي |
|
وَلَكِنَّ زنجيّاً غَلِيظَ المشافِرِ (١) |
أَي : وَلَكِنَّ زنجيّاً غليظَ المشافرِ لا يعرفُ قَرابتي ، فحذفَ الخبرَ لِدَلاَلةِ ما قبله عليه ، وهو قوله عرفت قرابتي ، كما أَنَّ قوله : (ما كانَ مُحَمَدٌ أَبَا أَحَد مِنْ رِجَالِكُمْ) (٢) ، يدلُّ على أَنَّهُ مخالِفٌ لِهَذا الضَّرْبِ مِنَ الناسِ ونحو من ذلك قولُ طَرَفَة :
وَتَبْسِمُ عنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَوّرا |
|
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمِلْ دِعْصٌ لَهُ نَدِي (٣) |
قال أَبو الحسن علي بن سليمان لَمْ يأتِ لكان بخبر علما بمعرفة موضعه ، أَي : كَأنَّ ذَلِك المنورَ ثَغرُها ، فحذفه للعلمِ به ولطولِ الكلامِ (٤).
ج ـ لا النافية للجنس
قَرأَ ابنُ مسعود وابنُ عباس وعِكرِمَة وعطاء بن رباح [والأئمة] : أَبو جعفر محمّد بنُ علي وأبو عبد الله جعفر بن محمّد وعلي بن حسين
__________________
وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).
(١) البيت للفرزدق ، ويروى (ولكن زنجيٌّ) على أن يكون (زنجي) خبر لكنَّ واسمها محذوف ، والتقدير : (ولكنّك).
انظر : الديوان : ٤٨١ والكتاب : ١ / ٢٨٢ والمحتسب : ٢ / ١٨٢ ومجالس ثعلب : ١٢٧ والمنصف : ٣ / ١٢٩ والمقرب : ١ / ١٠٨ وشرح المفصل : ٨ وهمع الهوامع : ١ / ٣٦.
(٢) من قوله تعالى من سورة الأَحزاب : ٣٣ / ٤٠ : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).
(٣) البيت من معلّقة طرفة. انظر : ديوانه : ٨ وشرح القصائد السبع الطوال للأنباري : ١٤٣.
(٤) المحتسب : ٢ / ١٨١ ـ ١٨٢.