يَكُونَ قَولُهُ :
وَإنَي وَقَفتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَهُ |
|
بِبَابِك حَتَّى كَادَتِ الشَّمسُ تَغْرُبُ (١) |
والمراد فيه وأمسِ ، إلاَّ أَنَّهُ أدْخَلَ اللاَّمَ عليه فَعَرّفَهُ بِهَا وتَرَكَهُ على مَا كَانَ عَلَيهِ مِن كَسرِهِ المعتادِ فيهِ (٢) وَإنْ كَانَ قَد أَعَرَبَهُ في المعنى بإبراز لام التعريفِ ، إلى لَفظِهِ الّذي كانَ إنَّما يُبْنى لتضمنها. وإنْ حملته على زيادة لام التعريفِ مثلها في الآية فمذهب آخر. ونظر بعضُ المُوَلَدينَ إلى حديث (بَين) فَقَالَ :
انتَصَرَ البَيْنُ مِنَ البَينِ |
|
واشتفت العَينُ مِنَ العَينِ |
والبَينُ الأَولُ الوصلُ ، والثاني القَطِيعةُ والهجرُ ، والعينُ الأولى هذا الناظر ، والثانية الرقيب ، أي : رأت فيهِ ما أَحَبَتْ (٣).
مــــع
قَرَأَ يَحيى بن يَعمَر وَطَلحَة بنُ مُصَرِّف : (هَذَا ذِكْرٌ مِن مَّعِيَ وَذِكْرٌ مِن قَبْلِي) (٤) بالتنوين فِي (ذِكر) ، وكسر الميم من (مِن).
قال أَبو الفتح : هذا أَحَدُ مَا يدُلُّ على أَنَّ (مَعَ) اسم وَهو دخولُ مِن عَليهَا.
__________________
(١) البيت لنصيب : انظر : الخصائص : ١ / ٣٩٤ و ٣ / ٥٧ وشرح المفصل : ٢ / ٢٦٠ والهمع : ١ / ٢٠٩ والدرر اللوامع : ١ / ١٧٥ واللسان : ٧ / ٣٠٤.
(٢) قال ابن الأعرابي : روى الأَمسِ والأَمسَ جرّاً ونصباً. الخصائص : ١ / ٣٩٤ واللسان : ٧ / ٣٠٤.
(٣) المحتسب : ٢ / ١٨٩ ـ ١٩١.
(٤) من قوله تعالى من سورة الأنبياء : ٢١ / ٢٤ : (هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ).