وَفي كِلَتا القِرَاءَتينِ هُنَاك المفعولانِ مَحذُوفَانِ كَأَ نَّهُ قَالَ : يُورِثُ وَارِثَه مَالَهُ أو يُوَرِّثُ وَارِثَهُ مالَهُ.
وَقَد جَاءِ حذفُ المَفْعُولَينِ جَمِيعاً ، قالَ الكُمَيت :
بأيِّ كَتِاب أم بأيّةِ سُنَّة |
|
تَرَى حُبَّهُم عَاراً عَلَيَّ وَتَحسَبُ (١) |
فَلم يُعَدِّ تحسَبَ (٢). و (كَلالَةً) عَلَى نَصبِهَا (٣) فِي جميعِ القراءاتِ (٤).
النصب على نزع الخافض
قَرَأَ أَبو طَالُوت عبدُ السلام بن شَدَّاد ، والجارودُ بنُ أَبِي سبرة : (وَمَا يُخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ) (٥) بِضَمّ الياءِ وَفَتح الدَّالِ.
قَالَ أبُو الفتح : هَذَا عَلَى قَولِك خدعتُ زَيداً نَفسَهُ ، وَمَعنَاهُ عَن نَفسِهِ ،
فَإن شِئتَ قُلتَ عَلَى هَذَا : حُذِفَ حَرفُ الجَرِّ فوصَلَ الفعلُ. كقولهِ
عزَّ اسمه (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) (٦) أي : من قَومِهِ ، وَقولِه :
أَمرتُك الخَيرَ (٧) ...... |
|
...... |
__________________
(١) انظر : المقرب : ١ / ١١٦ والخزانة ـ بولاق ـ ٤ / ٥ والهمع : ١ / ١٥٢ وشرح التصريح : ١ / ٢٥٩ والدرر اللوامع : ١ / ١٣٤.
(٢) أيّ : حَذَفَ المفعولين ولو ذَكَرَهُمَا لَقَالَ : تحسب حُبَّهُم عَاراً عليَّ يعني حبّ أهل البيت (عليهم السلام).
(٣) أيّ : حال من الضمير في يورث. انظر : إملاء ما منَّ به الرَّحمن : ١ / ١٦٩.
(٤) المحتسب : ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣.
(٥) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٩ : (يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) بالبناءِ لِلفَاعِلِ.
(٦) سورة الأعراف : ٧ / ١٥٥.
(٧) البيت بتمامه :