أي : بالخَيرِ. وإنْ شِئتَ قُلتَ حَمَلَهُ عَلَى المعنى فَأَضمَرَ لَهُ مَا يَنصِبُهُ ، وَذَلِك أَنَّ قَولَك خدعتُ زَيداً نَفسَهُ يدخله معنى : انتقصتُه نَفسَهُ وَمَلَكْتُ عَلَيهِ نَفسَهُ (١).
وَقَرَأَ أَبو عبدُ الرَّحمن الأَعرج : (أَنْ تَكُونُوا تَأ لَمُونَ) (٢) بِفَتحِ الألِفِ.
قَالَ أَبو الفتح : (أَنْ) محمولةٌ على قولِهِ تعالى : (وَلاَ تَهِنُوا فِي ابتِغَاءِ الْقَومِ) (٣) أي : لاَ تَهِنُوا لأ نَّكُم تَأ لَمُونَ ، كقولِك لاَ تَجبُن عَن قَرنِك لخوفِك مِنهُ ، فَمَن اعتَقَدَ نصبَ أنْ بَعْدَ حذفِ الجرِّ عَنهَا ، فَـ (أَنْ) هُنَا منصوبَةُ الموضعِ (٤) ، وَهيَ عَلَى مَذهَبِ الخَلِيلِ مجرورةُ الموضعِ باللاّمِ (٥) المرادةِ وَصَارَتْ (أَنْ) لِكَونِهَا حَرفاً كَالعِوَضِ في اللَّفظِ من اللاّمِ (٦).
وَقَرَأَ الحَسنُ : (إنَّ رَبَّك هُوَ أَعلَمُ مَن يُضِلُّ عَن سَبِيلِهِ) (٧) بضمّ الياءِ.
__________________
أمرتُك الخَير فَافعَلْ مَا أُمِرْتَ بِـهِ |
|
فَقَد تَرَكْتُـك ذَا مَـال وَذَا نَشَـبِ |
ويروى (الرُّشدَ) مكانَ (الخيرَ) و (نَسَبِ) مكان (نَشَبِ) والبيتُ ورد في شِعرَينِ أَحدُهُمَا شعر أَعشى طَرُود والثاني شعرٌ اختُلِفَ في قائِلِهِ نُسِبَ إلى عمرو بن معديكرب وللعباس ابن مرداس ولزُرعَةَ بن سائب ولخُفَاف بن ندبة. الكتاب : ١ / ١٧ والمقتضب : ٢ / ٣٦ والأصول في النحو : ١ / ٢١٣ والمحتسب : ١ / ٥١ والهمع : ٢ / ٨٢ والخزانة : ١ / ٣٣٩.
(١) المحتسب : ١ / ٥١ ـ ٥٢.
(٢ و ٣) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٠٤ : (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُواْ تَأْ لَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْ لَمُونَ كَمَا تَأْ لَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ).
(٤) على المفعول من أجله. انظر : البحر المحيط : ٣ / ٣٤٣.
(٥) انظر : الكتاب : ١ / ٤٦٤.
(٦) المحتسب : ١ / ١٩٧.
(٧) من قوله تعالى من سورة الأَنعام : ٦ / ١١٧ : (إِنَّ رَبَّك هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).