نحنُ عَلَيْهَا مختصرةٌ قليلةٌ قصيرةٌ (١).
ب ـ تأنيث الفعل والفاعل مؤنَّث مفصول بفاصل
قَرَأَ أَبو جعفر (٢) ومُعاذ بن الحارث : (إِنْ كَانَتْ إلاَّ صَيْحَةٌ وَاحِدَةٌ) (٣).
قالَ أَبو الفتحِ : في الرفع ضعفٌ ، لِتَأنيثِ الفعلِ ، وهو قولُهُ : (كَانَتْ) ، ولا يقوى أَنْ تَقُولَ : مَا قَامَتْ إلاَّ هندٌ ، وَإنَّما المختارُ من ذلك : ما قامَ إلاَّ هندٌ ، وذلِك أَنَّ الكلامَ محمولٌ على معناهُ ، أَي مَا قامُ أَحَدٌ إِلاَّ هندٌ ، فَلَمَّا كانَ هذا هو المرادُ المُعتَمَدُ ذكرَ لفظَ الفعل إرادةً لَهُ ، وإيذاناً بهِ ، وَحَمْلاً لظاهر اللفظِ عليهِ ، ومثلُهُ قراءةُ الحَسَنِ : (فَأَصْبَحُوا لا تُرَى إلاّ مَسَاكِنُهُمْ) (٤) بالتاء في (ترى) وعليه قول ذي الرُّمَّة :
بَرى النَّحزُ والأَجرَالُ مَا فِي غُرُوضِهَا |
|
وَمَا بَقيِتْ إلاَّ الصُّدُورُ الجَرَاشِعُ (٥) |
وأَقوى الإعرابينِ : فَمَا بَقيَ إِلاَّ الصدور ، لأَنَّ المرادَ ما بقي شيءٌ منها
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨.
(٢) المراد بأبي جعفر ، هو أبو جعفر بن القعقاع كما في زاد المسير ١٥ : ٢١.
(٣) من قوله تعالى من سورة يس : ٣٦ / ٢٩ : (إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ) بالنصب.
(٤) من قوله تعالى من سورة الأحقاف : ٤٦ / ٢٥ : (فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ).
(٥) يروى (طوى) مكان (بَرى) و (الأَجراز) مكان (الأَجرال) ، والنحز : الركل بالعقب وهو النخس والدفع ، والأجراز جمع جرز وهي أرضٌ لا نباتَ فيها والغروض جمع غرض وهو الحزام والجراشع : جمع جرشع وهو الغليظ ، ويروى هكذا :
ترى البحر والآجال يأتي عُروضها |
|
فما بَقِيتْ إلاَّ الضلوعُ الجراشع |
إعراب القرآن المنسوب إلى الزجّاج : ٣ / ٨٦٣ والمحتسب : ٢ / ٢٠٧ وشرح المفصل : ٢ / ٨٧ والبحر المحيط : ٨ / ٦٥ وشرح الشواهد للعيني : ٢ / ٢٢.