موضعَ قَدْ امتَنَعَتِ العربُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ فيهِ الخَبَرَ ، والحالُ ضَربٌ مِنَ الخَبر فلا يجوز استعمالُها فِيهِ لِذَلِك (١).
رَوى عُبَيد عَنْ شِبْل عَنْ ابنِ كَثير : (عاملةً نَاصِبَةً تَصْلَى) (٢) قَالَ أَبو الفتح : يَنْبَغِي أَنْ يَكونَ النصب على الشَّتَم ، أَي : أَذْكرهَا عاملةً (٣) ناصبةً في الدُّنيا على حَالِها هُنَاك ، فَهَذَا كَقَولِهِ تَعَالَى : (يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَات) (٤) وَذَلِك أَنَّهَمُ لَمْ يخلصوها لوجهه ، بل أَشركوا به معبودات غَيرُه ، وَلَهُ نظائِر في القرآن وَمأْثُورِ الأَخبار (٥).
تقديم الحال على صاحبها
قَرَأَ ابن عباس بخلاف والأَعرج وقتادة وسُفيان بن حُسين : (خالصةً) (٦) وقَرَأَ :
(خالصاً) سَعيد بن جُبير.
قال أَبو الفتح : الكلام في نصب (خالصاً) و (خالصةً) ، وفيه جوابان :
أَحدُهما : أَنْ يكونَ حالاً من الضمير في الظرف (٧) الجاري صلة على (مَا) كقولِنَا : الذي في الدار قائماً زيدٌ.
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٣٠٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة الغاشية : ٨٨ / ٣ ـ ٤ : (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً).
(٣) هي على هذا التقدير حال لا مفعول.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٦٧.
(٥) المحتسب : ٢ / ٣٥٦.
(٦) من قوله تعالى من سورة الأنعام : ٦ / ١٣٩ : (وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا).
(٧) يريد بالظرف الجار والمجرور من قوله تعالى : (فِي بُطَونِ هذِهِ الأَنْعَامِ).