ويايَس (١) ويدلُّ على أنَّ أَصلَ ذا ذَيٌّ وَأ نَّهُ ثلاثيٌّ جَوَازُ تحقيرِهِ في قولِك : ذيَّا ، ولو كان ثنائيًّا لَمَا جازَ تحقيرُهُ كما لا تحقر (ما) و (مَنْ) لِذَلِك. فَأمَّا الياءُ اللاّحقةُ بعدَ الهاء في (هذهِي سبيلي) (٢) ونحوه فزائدة لحقت بعدَ الهاءِ تشبيهاً لَها بِهَا والإِضمار في نحو مررتُ بِهيِ ، ووجه الشَّبَهِ بينَهُما أَنَّ كُلَّ واحد مِنْ الاسمين معرفة مبهمة لا يجوز تنكيره ، وإذا وقفتَ قلتَ هذهْ فَأَسكَنتَ الهاءَ. ومنهم من يدعها على سكونها في الوصل كما يُسَكّنها عند الوقف عليها (٣) ، كما أن منهم مَن يُسَكِّنُ الهاءَ المضمرة إذا وصلها (٤).
الأسماء الموصولة وحذف الضمير العائد
١ ـ حمل اللفظ على المعنى
أ ـ التي
قرأ ابن هرمز : (التي أرْضَعْنَكُم) (٥) بلفظ الواحد.
__________________
(١) المنصف : ٣ / ٣٥.
(٢) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ١٠٨ : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي).
(٣) قال سيبويه : «ونحو ما ذكرنا قولُ بَني تَميم في الوقفِ : هذه فإذا وصلوا قالوا هذي فلانة ، لأنَّ الياءَ خفيَّةٌ فإذا سكتَّ عندها كان أخفى والكسرةُ مع الياء أَخفَى فإذا أَخفَيتَ الكسرةَ ازدادَتْ الياءُ خفاءً كما ازدادتِ الكسرةُ فأبدلوا مكانَها حرفاً من موضع أَكثر الحروف بها مشابهةً وتكون الكسرةُ معه أَبينَ. وأَمَّا أهلُ الحِجَازِ وغيرُهُم من قيس فألزموها الهاء في الوقف وغيره كما ألزمت طيء. اُنظر : الكتاب : ٢ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨.
(٤) المحتسب : ١ / ٢٤٤ واُنظر : ص : ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٥) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ٢٣ : (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ).