على الذي ، لأَنَّ تقديره : تماماً على الذي هو أَحسنُ ، وَحذفُ (هوَ) من هنا ضعيفٌ ، وذلك أنّه إنِّما يُحذَفُ من صلةِ الذي الهاء المنصوبة بالفعل الذي هو صلتها ، نحو مَرَرْتُ بالذي ضربتَ أي ضربتَهُ ، وأكرمتُ الذي أهنتَ أي أهنتَهُ فالهاءُ ضميرُ المفعولِ ومن المفعولِ بدٌ وطالَ الاسمُ بصلتِهِ فَحُذِفَتِ الهاءُ لذلك وليس المبتدأ بنيِّف ولا فضلة فيُحذَفُ تخفيفاً ، ولا سيّما وهو عائدُ الموصولِ وإِنَّ هذا قد جاءَ نحوهُ عَنْهُمْ.
حَكَى سيبويه عن الخليل : (ما أنا بالذي قائل لك شيئاً وسواءاً) (١) أي : بالذي هو قائل ، وقال :
لَمْ أَر مِثْلَ الفِتْيَان فِي غبن الـ |
|
أيَّامِ يَنسونَ ما عواقِبُها (٢) |
أي ينسونَ الذي هوَ عواقبُها.
ويجُوز أَنْ يكوَنَ (ينسونَ) معلقةً كما علقوا نقيضتَها التي هي يعلمون وتكون (ما) استفهاماً (٣) وعواقبُها خبرُ (ما) كقولِك : قد علمتُ مَنْ أَبوك وعرفتُ أَيَّهُم أَخوك ، وَعلى الوَجهِ الأول حمله أصحابنا (٤).
د ـ مـا
قرأَ رؤبة : (مَثَلاً مَا بَعُوضَةٌ) (٥) بالرفعِ.
__________________
(١) الذي في الكتاب : ١ / ٢٧٠ (ما أنا بالذي قائل لك سوءاً).
(٢) لعدي بن زيد. المحتسب : ١ / ٢٣٥ وخزانة الأدب : ٣ / ٣٥٣.
(٣) نقل ذلك البغدادي في الخزانة : ٣ / ٣٥٤.
(٤) المحتسب : ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥.
(٥) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٦ : (إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).