١ ـ الفاعل الظاهر والمضمر
قَرَأَ الحسن (١) : (ذَكَّرَ رَحمَةَ رَبّك) (٢) قالَ أَبو الفتحِ : فاعل ذَكَّرَ ضميرُ ما تَقَدَّمَ ، أَي : هذا المتلو من القرآن الذي هذه الحروف (٣) أَولُه وفاتحتُهُ يُذَكِّرُ رحمةَ ربّك ، كقوله تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (٤) وعلى هَذَا أَيضاً ، يرتفعُ قولُهُ : (ذِكُرُ رَحْمَةِ رَبِّك) (٥) أَي : هذا القرآنُ ذِكرُ رَحْمَةِ رَبّك ، وإِنْ شِئْتَ كانَ تقديرُهُ مِمَّا يُقَصُّ عليك أَو يُتلَى عليك (٦) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّك عبدَهُ
__________________
(١) وهي قراءة ابن يَعمَر وعنه أَيضاً قراءة (ذكِّرْ) بالأَمر. انظر : مختصر في شواذ القرآن : ٨٣ والبحر المحيط : ٦ / ١٧٢.
(٢) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٢ : (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا).
(٣) الحروف المقصودة هي قوله تعالى : (كهيعص) من أوّل سورة مريم : ١٩ / ١.
(٤) من قوله تعالى من سورة الإِسراء : ١٧ / ٩ : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ).
(٥) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٢ : (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا).
(٦) على هذا التقدير يكون ذكرُ مرفوعاً على ثلاثةِ أوجه :
أَحدُها : لأَ نَّهُ خبرُ مبتدإ محذوف تقديرُهُ هذا ذكرُ رحمةِ ربِّك والآخرُ : ما ذهبَ إليهِ الفرَّاءُ وهو أَنَّ المبتدأ (كهيعص) ، وذكر رحمة ربك خبرٌ.
والثالث : لأَ نَّهُ مبتدأ محذوفُ الخبر. قَدَّرَهُ الأَخفشُ : مِمَّا نَقُصُّ عليك. وقَدَّرَهُ ابنُ جِنِّي ـ كما تَرَى ـ مِمَّا يُقَصُّ عَليك أو يُتلَى عَليك. انظر : معاني القرآن للأخفش : ١٤٨ / أومعاني القرآن للفرّاء : ٢ / ١٦١ وإملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ١١٠ والبيان في غريب إعراب القرآن : ٢ / ١١٨ والبحر المحيط : ٦ / ١٧٢.