عليهِ (١)؟ والجوابُ : أَنَّ (سَلاماً) في الأصل ـ لَعَمرِي ـ مصدرٌ ، فَأَمَّا هُنَا فَإنَّمَا هو موضوعٌ موضِعَ اسمِ الفاعلِ الَّذِي هو سالمة أو المفعول الَّذِي هُوَ مُسَلَّمَةٌ (٢) فَكَأَ نَّه قال : مِنْ كُلّ امرئ سالمةُ ، أو مُسَلَّمَةٌ هِيَ أَيْ : سَالِـمَـةٌ فَهَذَا طريقُ هَذَا (٣).
إعمال اسم الفاعل
قالَ تعالى : (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بالوَصِيدِ) (٤) أَعْمَلَ اسم الفاعِل وَإن كانَ لَمَا مَضى (٥) لَمَّا أرَاد الحال ، فَكَأ نَّها حَاضِرةٌ. واسم الفاعل يَعَملُ كَما يَعْملُ فِي الاستقبالِ (٦).
من أبنية المصدر
قَرَأ : الحَسن : (خَطَاءً) (٧) ، بخلاف.
وَقَرَأ : (خَطاً) غَيرَ ممدود والخاءُ منصوبةٌ خفيفةُ ، الحسنُ ، بخلاف.
__________________
(١) انظر : الكتاب : ١ / ٦٦ والمقتضب : ٤ / ٨٩ والأُصول في النحو : ١ / ١٦٢ والبحر المحيط : ٨ / ٤٩٧ والمغني : ٢ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦.
(٢) قال الأخفشُ : (أَيْ هِي سَلاَمٌ : تريد مَسلَّمة). انظر : معاني القرآن للأخفش : ١٨٤ / أ.
(٣) المحتسب : ٢ / ٣٦٨.
(٤) سورة الكهف : ١٨ / ١٨.
(٥) قال ابنُ الأَنباري : (إنَّمَا أَعمل اسم الفاعل وإنْ كَانَ للماضِي لأَ نَّهُ أرادَ بِهِ حكايةَ الحالِ).
وقال العكبري : (وإنَّمَا أعمل اسمَ الفاعلِ هُنَا وإنْ كانَ للماضي لأَ نَّهُ حالٌ مَحكيَّةٌ). انظر : البيان : ٢ / ١٠٣ وإملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ١٠٠.
(٦) المحتسب : ٢ / ٣٢٧.
(٧) من قوله تعالى من سورة الإِسراء : ١٧ / ٣١ : (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاق نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيْراً).