اللفْظِ جَرَى مَجْرَى مَا لاَ ضَمِيرَ فِيهِ فَقِيلَ فِي تَثْنِيَتهِ : قَائمانِ كَمَا قِيلَ فَرَسَانِ ورَجُلانِ ، بَلْ إِذا كَان اسمٌ قَدْ يَظْهَرُ ضميرُهُ إذا جرى عَلَى غَيرِ مَنْ هُو لَهُ ثُمَّ أجرِيَ مع ذلك مجرى مَا لاَ ضميرَ فيهِ لَمْ يَظْهَرْ في بعضِ المواضع كانَ مَا لاَ يَظْهرُ فيهِ الإعرابُ أَصلاً أَحرَى أَنْ يَسقُطَ الاعتداد (١) بهِ ، والكلام هنا فيه طول (٢) ...
وقَرَأَ ابنُ عَبَّاس ومُجاهدٌ وابنُ مُحيْصِن : (واسْتَفْتِحُوا) (٣).
قَالَ أَبو الفتح : هُو مَعطُوفٌ عَلَى مَا سَبَقَ مِنْ قَولِهِ تَعَالى : (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) (٤) ، أَيْ : قَالَ لَهُمْ : اسْتَفتِحُوا ، ومَعْنَاهُ : استنْصِروا اللهَ عَلَيْهِم ، واستَحْكِمُوهُ بينَكُم وبِينَهُم ، والقاضِي اسمُهُ الفَتَّاحُ (٥).
عطف شبه الجملة
قَرَأَ : (بَيْنَ أَيْدِيهِم وبِإِيمَانِهِم) (٦) ، بِكَسرِ الهمزةِ ، سهل بن شُعَيب النَّهمِي.
__________________
على الكافية : ١ / ١٧٦ : «إنَّ الإعرابَ لَمَّا لَمْ يَظْهَرْ في المعطوفِ عليهِ جازَ أنْ يُعطَفَ عليه جملة لا إعرابَ لَها».
(١) وقد ظنَّ السيرافي أنّ سيبويه إنَّما يعني بالجواز إذا اشتملتِ الجملةُ على الضَّميرِ بأنْ قيلَ زيدٌ لقيتُهُ وعمروٌ كلَّمْتُهُ عِنْدَه وإنّما سَكتَ سيبويه عن هذا اعتماداً على علمِ السامِعِ أنّهُ لا بُدَّ للخبر إذا كان جملةً من ضمير فيصحّح المثال إذا أراد.
انظر : الكتاب : ١ / ٤٧ وشرح الرضي على الكافية : ١ / ١٧٦.
(٢) المحتسب : ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣.
(٣) من قوله تعالى من سورة إِبراهيم : ١٤ / ١٥ : (وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّار عَنِيد).
(٤) سورة إبراهيم : ١٤ / ١٣.
(٥) المحتسب : ١ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠.
(٦) من قوله تعالى من سورة الحديد : ٥٧ / ١٢ : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم).