ولا يختصُّ بالتذكير ، لقولِك : الهنودُ. وقد يجوز قامتِ الزيدون إلاّ أنَّ قام أَحسن (١).
د ـ تأنيث الفعل والفاعل ضمير لجمع تكسير مذكَّر
قَرَأَ بديلُ بنُ ميسرة : (مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لَيَنُوءُ) (٢) بالياء.
قال أبو الفتح : ذَهَبَ في التَذْكِير إلى ذلك القدر والمبلغ فَلاحَظَ مَعنَى الواحدِ (٣) فَحَمَلَ عليهِ فقال : (لَيَنُوءُ). ونحو قول الرجز : مِثْلَ الفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ أَي : حواصل ذلك ، أَوْ حواصل ما ذكرنا.
وأَخبرنا شَيْخُنَا أَبو علي قالَ : قَالَ أَبو عبيدةَ لرؤبةَ في قولهِ :
فِيهَا خُطوطٌ مِنْ سواد وَبَلَقْ |
|
كَأَ نَّهُ فِي الجلْدِ تَوْلِيعُ البَهَقْ (٤) |
إِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ الخطوطَ فَقُل : كَأَ نَّها ، وإنْ كُنْتَ أَرَدْتَ السَّوادَ والبَلَقَ فَقُلْ كَأَ نَّهُمَا ، فَقَالَ رُؤبة : أَرَدْتُ كَأَنَّ ذَلِك ، وَيْلَك!! هَذَا مجموع الحكاية ، وهي متلقاةٌ مقبولةٌ كما يجب في (ذاك).
وَلَو قَالَ قَائِلٌ : إنَّ الهاءَ فِي (كَأَ نَّه) عائدةٌ على (البَلَق) وَحْدَهُ لَكَانَ مصيباً لأَنَّ في البَلَقِ ما يُحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ تشبيهِهِ بالْبَهَقِ ، فَلاَ ضَرُورَةَ هُنَاك إلى إدخالِ السَّوَادِ مَعَهُ.
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٢٤٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة القصص : ٢٨ / ٧٦ : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ).
(٣) وقال أَبو حيَّان راعَى المضافَ المحذوفَ لتقدير ما إنْ حَمْلُ مفاتحِهِ أوْ مِقدَارها أو نحو ذلك. انظر : البحر المحيط : ٧ / ١٣٢.
(٤) البَلَقُ : سواد وبياض. والبَهَقُ : بياض دون البرص. والتَوليع : استطالة البَلَقَ. انظر : ديوان رؤبة : ١٠٤ والمحتسب : ٢ / ١٥٤ ولسان العرب : ١١ / ٣١١.