أَوَّلُ العَابِدِينَ لَهُ ، لاَِ نَّهُ لا وَلَدَ لَهُ (١).
أَنْ بمعنى أَيْ
قَرَأَ الأَعْرَج بِخِلاف وَأَبو رَجاء وَقَتَادَة وعيسى وَسلاَّم وعمرو بن ميمون وَرُوِيَ عَنْ عَاصم : (أَنْ لَعْنةُ اللهِ) (٢) (وَأَنْ غَضَبُ اللهِ) (٣).
قَالَ أَبو الفتح : لاَ يَجوزُ أَنْ تَكُونَ (أَنْ) هُنَا بِمَنْزِلَةِ أَيْ لِلْعِبَارَةِ كَالَّتي فِي قَوْلِ اللهِ سبحانه : (وَانطَلَقَ الْمَلاَُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا) (٤) مَعْنَاهُ : أَيْ امْشُوا.
قال سيبويه : لاَِ نَّهَا لا تَأَتِي إلاَّ بَعْدَ كَلام تَام (٥) ، وَقولُهُ : (وَانطَلَقَ الْمَلاَُ) كلامٌ تامٌّ وَلَيْسَتْ (الْخَامِسَةَ) وَحْدَهَا كلاماً تامّاً فتكون (أَنْ) بمعنى أَيْ ، ولا تكونُ (أَنْ) هُنَا زائدةً كالتي فِي قَوْلِهِ :
وَيَوْماً تُوَافِينَا بِوَجْه مُقَسَّم |
|
كَأَنْ ظَبية تَعْطُو إلى وَارِقِ السَّلَمْ (٦) |
لاَِنَّ مَعْنَاهُ والخامسة أَنَّ الحالَ كَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قِراءَة الكافَّةِ : (أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ) و (أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ) (٧).
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٥٨.
(٢) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٧ : (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ).
(٣) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٩ : (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
(٤) سورة ص : ٣٨ / ٦.
(٥) عبارة سيبويه : «لأَن أي إنّما تجيء بعد كلام مستغن».
الكتاب : ١ / ٤٨٠.
(٦) تقدَّم الشاهد في : ص : ١٨٣.
(٧) المحتسب : ٢ / ١٠٣.