وفي قولِهِ سبحانَهُ : (أوْ يَزِيدُونَ) وعَلى قراءَةِ جعفر بن محمّد عليهما السلام : (ويَزِيدُونَ) إنَّما حُذِفَ اسمٌ مفردٌ وهو هُمْ. وعلى أَنَّهُ قد جاءَ عنهم حذفُ الاسم ومَعَهُ حرفُ العطفِ وذلك قَولُهُم فيما رويَناهُ عَنْ أَبِي بكر محمّد ابن الحسن ، عن أَحمد بن يحيى : راكبُ الناقةِ طليحانِ ، أيْ : راكبُ الناقةِ والناقةُ طليحانِ (١) ، فحَذفَ الناقةَ وحرف العطف معها (٢).
العطف على الموضع
قَرَأ أَبو نَهِيك وأبو مِجلِز : (وبِرّا) (٣) بكسر الباءِ.
قال أَبو الفتح : هو معطوف على موضع الجارّ والمجرور من قوله : (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ) (٤) كَأ نَّهُ قَالَ : وأ لْزَمَنِي بِرّا ، وأشعرني بِرّا بِوالِدَتِي لاَِ نَّهُ إذا أوصاهُ بهِ فَقَدْ ألْزَمَهُ إيَّاهُ وعَلَيهِ بيتُ الكتابِ :
يَذْهَبْـنَ في نَجْـد وغَـوراً غَائِـرا (٥)
أَيْ : ويَسْلُكْنَ غوراً ، وبيتُه أَيضاً :
فَإِن لَمْ تَجِدْ مِنْ دونِ عدنانَ والِداً |
|
حو ودونِ مَعَدّ فَلْتَزَعْكَ العَواذِلُ (٦) |
__________________
(١) الطليح الذي أجهده السفر وأصابه الهُزَالُ. ينظر في : ص : ٣٤٣ والمحتسب : ٢ / ٢٢٧ والخصائص : ١ / ٢٨٩ ولسان العرب ـ طلح ـ والتصريح : ٢ / ١٥٤ والأشموني : ٣ / ١١٦.
(٢) المحتسب : ٢ / ٢٢٦ ـ ٢٢٨.
(٣) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٣٢ : (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً).
(٤) سورة مريم : ١٩ / ٣١.
(٥) يُروَى هذا الرَّجَزُ للعجَّاج كما يُروَى لرؤبة. يصف ضعائن يأتين مرّة نجداً ومرّة الغورَ.
انظر : الكتاب : ١ / ٢٤٩ والخصائص : ٢ / ٤٣٢.
(٦) البيت للبيد بن ربيعة من قصيدة في رثاء النُّعمان بنِ المُنذرِ. ورُوِيَ (باقياً) مكان (والداً).