(ت / ٣١٦ هـ) وردّ عليه في كثير من المسائل النحوية واللغوية ، ولذلك بنى لنفسه بهذا الكتاب ـ فضلاً عن سائر كتبه ـ مكانة ومجداً (١) ، ومن أشهر تلاميذه ابنُ جِنِّي (٢) (ت / ٣٩٢ هـ) ، وقد توفّي أبو علي في بغداد (سنة / ٣٧٧ هـ) (٣) ودفن عند قبر أبي بكر الرازي (٤) (ت / ٣١١ هـ) (٥).
كان أبو علي الفارسي بصرياً في مذهبِهِ النحويِّ (٦) ، والأدلّة تؤكّد أنّه شيعي في نحلته (٧) وهناك من يشكِّك في ذلك ، يرى أَنَّ الأدِلَّةَ لم تنهضْ بهذا الادعاء (٨) ويتطرّف آخرون فينفون عنه التشيّع (٩) والله أعْلم بسريرة الرجل الذي شايع أهل البيت (عليهم السلام) ووالاهم.
ابن جنّي
لَيسَ مِنْ مهمةِ هذا الكتاب أن يُحيطَ بِأخبارِ أبي الفتح عثمان بن جني ، فموضوعُهُ موضوعٌ آخر ، ولم يَعُد هَذا العالِمُ العَلَمُ بحاجة إلى التعريف. إنَّهُ صارَ في حياتِنا الثقافيَّة والعلميَّة أشهرَ من أنْ يُعَرَّفَ ، فَبينَ أيدينا مِنْ كتبهِ
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه للزجّاج : (المقدمة) : ق.
(٢) معجم الأُدباء : ٧ / ٢٣٤ وإنباه الرواة : ١ / ٢٧٤.
(٣) بغية الوعاة : ٢١٦.
(٤) هو أبو بكر محمّد بن زكريا الطبيب العلاّمة صاحب كتاب الحاوي في الطِّبِّ وصاحبُ المصنّفاتِ الأُخرى في الطِّبِّ والفلسفة. شذرات الذهب : ٢ / ٢٦٣.
(٥) أعيان الشيعة : ٢١ / ١٦.
(٦) الفهرست : ٦٤ والمسائل الشيرازيات : ١٩١ والحُجَّة ـ المقدّمة : ١٠ ـ ١١ وطبقات النحويين : ١٢٠.
(٧) أبو علي الفارسي : ٨٢ ـ ٨٧.
(٨) الحُجَّة : ـ المقدّمة ـ : ٧ ـ ٩.
(٩) سرّ صناعة الإعراب : ـ المقدّمة ـ : ١ / ٣٤.