قِيلَ : أَرَادَ : لَمْ يُقْدَرَا بالنُّون الخفيفة وَحَذَفَهَا.
وَهَذَا عِنْدَنَا غير جَائِزٌ وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ النُّونُ للتَّوكِيدِ والتَّوْكِيدُ أَشْبَهُ شيء بهِ الإِسهابُ والإِطْنَابُ لا الإِيجاز والاختصار لكن فيه قولٌ ذُو مَنْعَة وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي كتابي الموسومِ بِسرّ الصِّنَاعَة (١).
وفي نوادرِ أَبي زيد أَيضاً بيت آخر ويقال : إنّه مصنوع ، وهو قوله :
إِضْرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا |
|
ضَرْبَكَ بِالسيفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ |
فَقَالُوا : أَرَادَ اضرباً بالنُّون الخفيفة ، وَحَذَفَهَا (٢).
حركة المعتل الآخر
قَرَأَ الحسن : (أَوْ يَعْفُوْ الَّذي) (٣) ساكنة الواو.
__________________
كما ينسب إلى الحارث بن المنذر الجَرمي. ويروى (في أي يومي) مكان (من أي يومي). انظر : النوادر : ١٣ والعقد الفريد : ١ / ١٠٥ والخصائص : ٣ / ٩٤ والمغني : ١ / ٢٧٧ والأشموني : ٤ / ٨ ومعجم شواهد العربية : ٢ / ٤٦٨.
(١) قال الزَّمخشري ـ وقد عزا هذه القراءة إلى أَبي جعفر المنصور ـ : «لعلّه بَيّنَ الحاءَ وأَشبعها في مخرجها فظنَّ السامعُ أَنَّهُ فَتَحَهَا» وَيقولُ أَبُو حَيَّانَ : وَلِهذِهِ القراءة تخريجٌ أَحْسَنُ من هذا كلّهِ وهو أَنَّهُ لغةٌ لبعضِ العربِ ، حكاها اللحياني في نوادره وهي الجزم بلن والنصب بلم عكسَ المعروف عند الناس. وقالت نهى حازم الحلي : «والذي أراه أنَّ لم حرف جزم وليست ناصبةً والذي قرأ بفتح الحاء ضغطَ على الحاء بعض الشيء فجاءت حركته مناسبة لحركة الرَّاء قبله وحركة اللاّم بعده فظنَّ السَّامِعُ أنَّهُ نصبَ بلم خصوصاً وأنَّ أبا جعفر المنصور لم يُحسبْ من القرَّاء وقد تنبَّه إلى هذا النسق الصوتي العبقري اللغوي أبو الفتح عثمان بن جنِّي المعروف بعبقريته الوقَّادة ولا أعرف أحداً سبقه إلى هذه اللفتة». المحتسب : ٢ / ٣٦٦ والخصائص : ٣ / ٩٥ وسر صناعة الإعراب : ١ / ٨٥ و ٨٦ والكشاف : ٢ / ٥٥١ والبحر المحيط : ٨ / ٤٨٨ وأثر اللهجات العربية في الدراسات النحوية والقراءات القرآنية : ٣١٥.
(٢) المحتسب : ٢ / ٣٦٦.
(٣) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٣٧ : (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ