قَالَ أَبو الفتح : سكُون الواو مِنَ المضارعِ فِي موضعِ النَّصْبِ قَليلٌ وَسَكونُ الياءِ فِيهِ أَكْثرُ. وَأَصْلُ السكونِ في هَذَا إنَّمَا هُوَ لِلألِفِ لاَِ نَّهَا لاَ تُحرَّك أَبداً ، وذلكَ كقولكَ : أُريدُ أَنْ تَحْيَا وَأَحِبُّ أَنْ تَسْعَى ، ثُمَّ شُبِّهَتِ اليَاءُ بالألِفِ لِقُرْبِهَا ، فَجَاءَ عَنْهُم مُجِيئاً كَالمُسْتَمِر ، نَحوَ قولِهِ :
كَأَنَّ أَيْدِيِهِنَّ بالموماةِ |
|
أيْدِي جوار بِتْنَ نَاعِمَاتِ (١) |
وَقَالَ الآخرِ :
كَأَنَّ أَيدِيِهِنَّ بالقاعِ القَرِقْ |
|
أيْدِي جَوار يَتَعَاطَيْنَ الوَرِقْ (٢) |
وقَالَ الأعشى :
إذَا كَانَ هَادِي الفَتَى في البلادِ |
|
صَدْرُ القَنَاةِ أَطَاعَ الأمِيرا (٣) |
فِيمَنْ رَواهُ بِرَفْعِ الصدر. وَقَالَ الآخر :
حُدْبا حَدَابير مِنَ الْوَخْشَنِّ |
|
تَرَكْنَ رَاعِيهِنَّ مِثْلَ الشِّنِّ (٤) |
__________________
فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَافَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ).
(١) شَبَّهَ إخفَافَ الإبلِ وقد تخضّبتَ بالدماء بأيدي الجواري التي زينها الخضاب.
انظر : مجمع البيان : ٢ / ٢٥٨.
(٢) الرجز لرؤبة : والضمير في (أيديـهن) يعود للإبل والقرق : الأملس والمكان المستوي والورق : الدراهم.
الديوان : ١٧٩ والخصائص : ١ / ٣٠٦ وأمالي الشجري : ١ / ١٠٥ واللسان : ١٢ / ١٩٧.
(٣) صدر القناة أعلى العصا التي يمسك بها الأعمى والأمير يريد به هنا الذي يأمره بالسير والوقوف ويقوده.
انظر : الديوان : ٦٩.
(٤) يصف نوقاً بأ نّها نحيفة قد انحفت ظهورها من الهزال. والحدابير : جمع حدبار ، أو حدبير