أسباب اختلاف القراءات
إنّ العربَ يومَ بُعِثَ بينَهم النبيُّ محمّدٌ صلّى الله عليه وآله كانتْ لَهُم لهجات مختلفة ، وما زالوا على لهجات شتّى ، وقد نزلَ القرآنُ بلهجةِ قريش فشقَّ على غيرِهم أَنْ يقرؤوا باللهجة التي نَزَلَ بِهَا ، لذلك زعم بعضهم أن النبي صلّى الله عليه وآله أذن لهم أنْ يقرؤا القرآن بلحونهم ولهجاتِهم ، تَسْهِيلاً عَليْهم وتيسيراً لقراءةِ القرآن وتلاوتِهِ (١).
ولذلك نسبوا إلى النبي صلّى الله عليه وآله بناء على حديث موضوع أنّه قال : «إِنَّ هَذا القرآن أُنزل على سبعةِ أَحرف فاقرؤوا ما تيسّر منه» (٢). وقالوا إِنَّ المقصودَ بالسبعةِ التوسعةُ على القارئ ولم يقصد الحصر (٣).
وأهم ما يذكر من الأسباب التي دعت إلى تعدِّد القراءات :
١ ـ زعمهم اختلاف قراءة النبيّ صلّى الله عليه وآله واستدلّوا على ذلك باختلاف عمر وهشام بن حكيم بن حزام حول قراءة سورة الفرقان وزعموا أَنَّ كلاًّ منهما سمعَ ما قرأ من النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وأنّهما
__________________
(١) انظر : أطوار الثقافة والفكر : ٧٨.
(٢) صحيح البخاري : ١ / ١٧٥ وتأويل مشكل القرآن : ٣٣ ونص الحديث أخذناه عن البخاري وهو في تأويل مشكل القرآن بلفظ يختلف قليلاً.
(٣) البرهان : ١ / ٢١٢.