رجعا إليه صلّى الله عليه وآله فقال : لكلّ منهما : كذلك أنزلت (١).
٢ ـ تقرير النبي صلّى الله عليه وآله لقراءات المسلمين المختلفة.
قال عبد الله بن مسعود : ولقد رأَيتنا نتنازع عِندَ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله فيأمرنا فنقرأ عليه فيخبرنا أَنَّ كُلَّنَا محسن (٢).
٣ ـ ومن أخطر ما زعموه اختلاف النزول فيما ذهب إِليه صاحب المباني (٣) حيث يرى أَنَّ سبب اختلاف القراءات هو اختلاف النزول (٤).
وكلّ ما ذكروه إن لم يغيّر صورة اللفظ ومعناه وحروفه من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا نقصان واقتصر على القراءة المقبولة بشروطها فهو مقبول ، وإلاّ فهو باطل لا نقبله ، فعن الإمام الصادق عليه السّلام في رواية سفيان بن السمط قال :
«سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن تنزيل القرآن ، فقال : اقرؤوا كما علمتم» (٥). وهذا إمضاء للقراءات الصحيحة الثابتة المشتملة على سائر الشروط المطلوبة والتي لا تتعدّى ـ في الأعم الأغلب ـ الوجه الأول من وجوه الاختلاف في القراءات الذي مرّ سابقاً.
وفي رواية الفضيل بن يسار قال : «قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، فقال : كذبوا أعداء الله ،
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري : ٥ / ١٨٥.
(٢) إعجاز القرآن : ٤٩.
(٣) هو مؤلف مجهول ألّف كتاب المباني في نظم المعاني (سنة / ٤٢٥ هـ) ويرجح المستشرق آرثر جفري إنّه من علماء المغرب.
(٤) مقدّمتان : ١٧٠ ـ ١٧١.
(٥) أصول الكافي : ٢ / ٦٣١ / ١٥ باب النوادر من كتاب فضل القرآن.