ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد» (١).
وهذا يناسب اختلاف القراءة من الوجه الأول المذكور ، ولا يناسب الوجوه الأخرى ، ولا قولهم إنّ القرآن إنّما هو من قبيل : هلم ، وتعال ، وأقبل ، بل رواية الفضيل فيها تكذيب صريح لذلك.
والأسباب الثلاثة المتقدّمة معتمدة على روايات موضوعة.
٤ ـ اختلاف نسخ المصاحف العثمانية.
وقد تبنّى الزمخشري هذا الرأي وفي المحتسب ما يشير إلى وجود اختلاف في نسخ المصاحف (٢).
قال في الكشاف عند قوله تعالى : (وَكَذَلِك زَيَّنَ لِكَثِير مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكآؤُهُمْ) (٣).
وأما قراءة ابن عامر (٤) برفعِ القتلِ ونصبِ الأولادِ وجرِّ الشركاءِ على إِضافةِ القتلِ إِلى الشركاءِ والفصل بينهما بغيرِ الظرفِ ، فالذي حَمَلَهُ على ذَلِك أنْ رَأى في بعضِ المصاحفِ (شُرَكَائِهمْ) مكتوباً بالياءِ (٥) ويذهبُ هذا المذهب من المستشرقين آرثر جفري إِذْ يقول : «وَجَدَ القرَّاءُ في المصاحفِ التي بعثَها عثمانُ إلى الأقطارِ اختلافاً في بعضِ الحروف» (٦).
__________________
(١) أصول الكافي : ١ / ٦٠٣ / ١٣ من الباب السابق.
(٢) المحتسب : ١ / ٣٠٩.
(٣) سورة الأنعام : ٦ / ١٣٧.
(٤) هو عبد الله بن عامر اليحصبي إمام أهل الشام في القراءة قِيْلَ أَنّهُ عَرَضَ على عثمانَ.
توفي (سنة / ١١٨ هـ). غاية النهاية : ١ / ٤٢٥.
(٥) الكشاف : ٢ / ٤١.
(٦) المصاحف : ٧.