خلقهِم بالناس (١) ، كما قال : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (٢) وكما قالَ : (وَإِنْ مِنْ شَيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) (٣) أَي : تَقُومُ الصنعةُ فيه مقامَ تسبيحِهِ (٤).
من الأحرف المشبّهة بالفعل
أ ـ إِنَّ
١ ـ فتح همزة إِنَّ
قَرَأَ أَبو جعفر والأَعمش وسهل بن شُعَيْب : (وَعْدَ اللهِ حَقا أَنَّهُ يبدأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ) (٥).
قال أبو الفتح : إِنْ شئتَ كانَ تقديرُهُ وعد الله حقّاً لأَ نَّهُ (٦) يبدأُ (٧) الخلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ ، أَي : من قَدَرَ على هذا الأمر العظيم فإِنَّهُ غَنِيُّ عن إِخلافِ الوَعْدِ.
__________________
(١) وقد خرجها أبو حيان في شرح التسهيل ثمّ نقل ذلك في البحر المحيط تخريجاً يجعلُ القراءتين متطابقتين من دون تأويل وهو أَنَّهُ اعتبرَ (إن) مخفّفة من الثقيلة وأعملها عملَ المشدَّدةِ ونصبَ خبرَها على لغة من ينصبَ أخبارَ إن وأخواتِها أو على إِضمار فعل تقديرُهُ إنِ الذين تدعون من دون الله تدعون عباداً أمثالكم. البحر المحيط : ٤ / ٤٤٤.
(٢) سورة الرحمن : ٥٥ / ٦.
(٣) من قوله تعالى من سورة الإِسراء : ١٧ / ٤٤ : (وَإِن مِّن شَيْء إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).
(٤) المحتسب : ١ / ٢٧٠.
(٥) من قوله تعالى من سورة يونس : ١٠ / ٤ (وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) بكسر همزة إنّ ، وهي قراءة السبعة.
(٦) وهكذا قدره العكبري. انظر : إملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ٢٤.
(٧) ماضي الفعل يبدأُ : بدأَ ، وفيه لغة أخرى : أَبدأَ. إملاء مامنَّ به الرحمن : ٢ / ٢٤ والمعجم الوسيط : ٤٢.