قال أَبو الفتح : يشهد لتنكيره تنكير ما قبله من قولِ اللهِ سبحانِهُ : (اسْتِكْبَاراً فِي الاَرْضِ) وقراءة العامة أقوى معنى وذلك أنَّ (المكر) فيها معرفةِ لإِضافته الى المعرفة ، أَعني (السّيء) فكأنَّه قالَ : والمكر السيء الذي هو عال مستكَره مستنكَر في النفوسِ. وعليه قال مِن بَعْدُ : (وَلاَ يَحيِقُ المَكْرُ السّيءُ إلاَّ بأَهْلِهِ) وأَبَدَلَ (استكباراً) وما بعدَهُ من النكرةِ مثله وهي هو من قوله : (مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً) (١) وَحَسُنَ تنكير الاستكبار لأ نَّهُ أدنى إلى (نفور) ممّا بَعْدَهُ ، وقد يَحسُنُ مع القُربِ فيه ما لا يَحسُنُ معَ البعد ، وأعتمد ذَلِك لقوةِ معناهُ بِتَعْرِيفهِ والإخبار عنه بِأ نَّهُ مثله لا يخفى لِعظَمِهِ وشناعته (٢).
الضمير
١ ـ حركات الضمير
أ ـ حركة الهاء وميم الجمع
قال تعالى : (أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) (٣) ذكر أَبو بكر أحمد بن موسى : أَنَّ فيها سبعَ قراءات :
الأولى : عليهُمُو (٤).
الثانية : وعليهُمُ. بضم الميم من غير إشباع إلى الواو (٥).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة فاطر : ٣٥ / ٤٢ : (فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً).
(٢) المحتسب : ٢ / ٢٠٢.
(٣) سورة الفاتحة : ١ / ٧.
(٤) قراءة ابن أبي إسحاق ومسلم بن جندب والأعرج وعيسى الثقفي وعبد الله بن يزيد وأبي عمرو. انظر : المحتسب : ١ / ٤٢ والبحر المحيط : ١ / ٢٦.
(٥) قراءة ابن أبي إسحاق. مختصر في شواذ القرآن : ١ والمحتسب : ١ / ٤٤.