٢ ـ سَمعَ
أَمَّا قراءة الجماعة : (هَلْ يَسْمَعُونَكُم) (١) فَإنَّ سَمِعْتَ بابها أنْ تَتَعَدَّى إلى مَا كانَ صوتاً مَسمُوعاً ، كقولِك : سَمِعتُ كلامَك وسمِعْتُ حديثَ القومِ ، فَإِن وقعتْ على جوهر تعدّتْ إلى مفعولين ولا يكون الثاني إلاَّ صوتاً ، كَقُولِك سَمِعْتُ زيداً يقرأُ وَسَمِعْتُ محمداً يتحدَّثُ ولا يجوز سِمعْتُ زيداً يقومُ ، لأَنَّ القيامَ لَيسَ مِنْ المسموعات (٢).
ب ـ مَا يَدْخُلُ على غيرِ المبتدأِ والخبرِ (٣)
آتـى
قرأ الزهري ويعقوب : (ومن يؤتِ الحكمةَ) (٤) بِكَسْرِ التاءِ.
قال أبو الفتح : وجهُهُ على أَنَّ الفاعلَ فيه اسمُ الله تعالى أَي : وَمَنْ يؤتِ اللهُ الحكمةَ مَنْ منصوبة (٥) على أَنَّها المفعولُ الأَوَّلُ والحكمَةُ المفعولُ الثاني كقولِك : أَيَّهم تُعطِ دِرْهَماً يشكرْك (٦).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الشعراء : ٢٦ / ٧٢ : (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ).
(٢) المحتسب : ٢ / ١٢٩.
(٣) أَدخلنا آتى تبعاً لسابقتيها (رأى) و (سَمِعَ) لأَ نَّها أَفعال تنصب مفعولين بعضُها يدخُلُ على جملة أَصلُهَا مبتدأ وخبرٌ وبعضُها الآخرُ يدخلُ على غيرِ المبتدأِ والخبر.
(٤) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٦٩ : (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).
(٥) ونقل ذلك العكبري في إملاء ما منَّ به الرحمن : ١ / ١١٥.
(٦) المحتسب : ١ / ١٤٣.