رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (١) وهَذِهِ اللاَّمُ إنَّمَا تَدْخُلُ عَلَى فعلِ الحَالِ الحَاضِرَةِ ، فَحَكَى الحالُ المُسْتَأ نَفَةَ كَمَا حَكَى السَّالِفَةَ (٢).
٢ ـ حكاية الجملة
قَرَأَ ابنُ مُحَيْصِن : (مِنْ سُنْدُس واسْتَبْرَقَ) (٣) بوصلِ الأ لَف.
قَالَ أَبو الفتح : هَذَا عِنْدَنَا سهوٌ أَو كَالسَّهو وسنذكُرُهُ فِي سورةِ الرحمن (٤) بِإذنِ اللهِ (٥).
وعَنْ قراءة ابن محيصن : (مِنَ اسْتَبرَقَ) (٦) بالوصلِ (٧).
قَالَ أَبُو الفتحِ : هَذِه صورةُ الفِعْلِ البتة ، بِمَنْزِلَةِ اسْتَخرَجَ ، وكَأ نَّهُ سُمَّي بِالفِعْلِ وفِيهِ ضَميرُ الفاعلِ فَحُكِيَ كَأَ نَّهُ جملة ، وهَذَا باب إنَّما طريقة في الأعْلاَم ، كَتَأَ بَّطَ شَرّا وذَرَّى حَبّا ، وشَابَ قَرْنَاهَا ، ولَيْسَ الإستبرق عَلَما يُسَمَّى بالجملةِ ، إنَّمَا هُو قَولُكَ بِزْيونُ (٨) ، وعَلَى أَنَّهُ إنَّمَا اسْتَبْرَقَ إذَا بَلَغَ فَدَعا
__________________
(١) سورة النحل : ١٦ / ١٢٤.
(٢) المحتسب : ١ / ٣٠٥.
(٣) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٣١ : (وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُس وَإِسْتَبْرَق).
(٤) أحال على متأخّر والإحالة تكون عادةً على المتقدّم.
(٥) المحتسب : ٢ / ٢٩.
(٦) من قوله تعالى من سورة الرحمن : ٥٥ / ٥٤ : (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُش بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَق وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَان).
(٧) انظر : المحتَسب : ٢ / ٣٤٤ حيث قال عن قراءة ابنِ محيصن : (واسْتَبْرَقَ) من سورة الإنسان : ٧٦ / ٢١ قد تقدّم القول على هَذَا عِنْدَ قَولِهِ تعالى : (بَطَائِنُهَا مِنَ اسْتَبْرَق).
(٨) البزيون : السندس. لسان العرب : ١٦ / ١٩٧.