عليها الفُعْلُ والفَعَل نَحو الشُّغْل والشَّغَل والبُخْل والبَخَل وهو واضحٌ.
وتَحْتَمِل أنْ يكونَ (الحَسَن) هُنَا اسماً صِفَةً لاَ مصدراً لَكِنَّه رَسيلُ القبيح كَقَولِنَا الحَسَنُ مِنَ اللهِ والقبيحُ مِنَ الشَّيطانِ ، أي : وصَيّنَاهُ بِوالِدِهِ فِعْلاً حَسَنَا ونَصَبَهُ وصَّينَاهُ بهِ لأَ نّهُ يُفيدُ مُفَادَ أَلزَمَنْاهُ الحَسَن في أبويهِ. وإنْ شِئتَ قُلْتَ : هُو مَنصُوبٌ بِفِعْل غَير هَذَا لا بنفسِ هَذَا فَيكونُ مَنْصوباً بنفسِ أَلزمناهُ ، لا بنفسِ وصّيْنَاهُ لأَ نَّهُ فِي مَعْنَاهُ (١).
اسم المكان
قَرَأَ عبدُ اللهِ بن مسلم بن يَسَار : (مَجْمِعَ البَحْرَيْنِ) (٢) قَالَ أَبو الفتح : المصدرُ مِن فَعَلَ يَفْعَلُ والمكانُ والزَّمَانُ كُلُّهُنَّ على مَفْعَل بالفتح : كقولِكَ : ذَهَبْتُ مَذهَباً ، أَيْ : ذَهَاباً ومَذْهباً ، أي : مَكاناً يُذهَبُ فِيهِ وهذا مَذهَبُكَ ، أي : زمان ذهابِكَ وكذلكَ سأَلَ يَسْألُ مَسألاً فَهو مَصدَرٌ ومكانٌ وزَمانٌ ، وبعثَ يبعثُ مَبْعَثاً. هو مصدرٌ وَمَكانٌ وزَمانٌ ، وَمِنهُ مَبعثُ الجيوشِ ، هوَ زَمانُ بَعْثِهَا إلاَّ أَنَّهُ جَاءَ المَفْعِل بِكَسرِ العينِ موضعَ المَفْتُوحِ مِنْهُ : المَشرِق ، والمَغرِب والمَنسِك ، والمَطلِع وبابه فَتْحُ عَيْنِهِ لأَ نَّهُ مِنْ يَفْعُل (٣).
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٦٥.
(٢) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٦٠ : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً). وقراءة عبد الله بن مسلم قرأ بها الضحّاك أيضاً كما في : البحر المحيط : ٦ / ١٤٤.
(٣) قال الفرّاء : إذا كانَ يفعُل مضمومَ العين مِثلَ يدخُل ويخرُج آثَرَتِ العربُ في الاسم منه