أَتَغْضَبُ إنْ أُذْ نَا قُتَيْبَةَ حُزَّتَا |
|
جهَاراً وَلَمْ تَغْضَبْ لِقَتْلِ ابنِ خَازِمِ (١) |
فَشَرَطَ بِذَلِكَ وَقَدْ كَانَ وَقَعَ قَبَلَ ذَلِكَ. وَمِثْلُهُ ما أَنْشَدَنَاهُ أَبُو علي :
فَإِنْ تَقْتُلُونَا يَومَ حَرَّةِ وَاقِم |
|
فَلَسْنَا عَلَى الإسلاَمِ أَوْلَ مَنْ قُتِلْ (٢) |
وَقَدْ كَانَ القتلُ من قبلُ وقع وعلم وجاءَ به الطائي الكبير فقال :
وَمَكَارماً عُتُقَ النِّجَار تليدةً |
|
إِنْ كَانَ هَضْبُ عِمَايَتينِ تَلَيدَا (٣) |
أَيْ : فَكَمَا أَنَّ هضب عمايتين تليدٌ لا محالةَ فكذلكَ هذهِ المَكَارِمُ تَلِيدةٌ (٤).
وَقَرَأَ الحَسَنُ وَعمرو بن عُبيد وَمُوسى الأَسَوَارِي : (وَإنْ يُسْتَعْتَبُوا ـ بِضَمّ الياء ـ فَمَا هُمْ مِنَ المُعْتِبِيِنَ) (٥) بكسر التاء.
قَالَ أَبُو الفَتْحِ : أَيْ : لَوْ استَعْتَبُوا لَمَا اعْتَبُوا ، كَقَولِكَ لَوْ اسْتُعْطِفُوا لَمَا
__________________
(١) يروى (ليوم) مكان (لقتل). يفتخر الفرزدق على قيس لاَِنَّ تميماً قتلتْ قُتَيبَةَ بنَ مسلم الباهلي ، وباهلةُ من قيس وقتلتْ عبدَ الله بنَ خَازِم السُّلَمِي أَمير خُرَاسانَ من قِبَلِ ابنِ الزُّبير وسُلَيم من قيس. ففخر الفرزدق عليهم وزَعَمَ أنَّ قيساً غَضِبَتْ لقتلِ قتيبةَ ولم تغضبْ لقتلِ ابنِ خازم. انظر : الديوان : ٨٥٥ والكتاب : ٤٧٩ والمغني : ١ / ٢٦ و ٣٥ و ٣٦ والخزانة : ٤ / ٢٠.
(٢) الحرة : أَرضٌ بظاهر المدينةِ تحتَ واقم ولذا تعرف بحرة واقم وبها كانت وقعة الحرة أيام يزيد بن معاوية في ذي الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة.
تاج العروس ـ طبعة الكويت ـ : ١٠ / ٥٨٠.
(٣) البيت من قصيدة لأبي تمام يمدح فيها خالد بن يزيد الشيباني.
الديوان : ٨١ ومجمع البيان : ٩ / ١٥٢.
(٤) المحتسب : ٢ / ١٢٧ ـ ١٢٨.
(٥) من قوله تعالى من سورة فصلت : ٤١ / ٢٤ : (فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ).