وَقَرَأَ : (صَادَ والقُرآنِ) ـ بفتحِ الدَّالِ ـ الثقفي.
قَالَ أَبو الفتح : المَأْثُورُ عَنِ الحسَن أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَكْسِرُ الدَّالَ مِنْ (صاد) لأَ نَّهُ عندَهُ أمرٌ مِنَ المُصَادَاةِ ، أي : عارضْ عَمَلَك بالقرآنِ.
قَالَ أبو علي : هو فاعلٌ من الصَّد وَهْوَ ما يعارِضُ الصَّوتَ فِي الأماكِن الخالية من الأجسامِ الصلبةِ ، قَالَ : وَلَيْسَ فيهِ أكثر مِنْ جَعْلِ (الواو) بمعنى الباءِ فِي غير القَسَمْ ، وَقَدْ يُـمْكِنُ أَنْ تَكُونَ كَسْرَة الدّالِ لاِلتقاءِ الساكِنَينِ كَمَا أَنَّ فَتْحَها فَتحٌ لِذَلِك ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْ فَتَحَ جَعَلَ صاد عَلَماً للسورةِ فَلَمْ يصرفْ ، فالفتحُ عَلى هَذا فتحةُ إعراب (١).
وَقَرأَ : (ياسينَ والقرآن) (٢) بفتحِ النونِ ابنُ أَبي إسحاقَ ـ بخلاف ـ والثقفي.
وَقَرأَ : (ياسينِ) بكسرِ النونِ أَبُو السَّـمَّـال وابنُ أَبي إسحاقَ بخلاف. وَهَارُونُ عَنْ أَبي بَكْر الهُذَلِي عَنْ الكَلْبِي : (ياسينُ) بالرَّفْعِ.
قَالَ : فَلَقِيتُ الكَلْبِي فَسَأَ لْتُهُ فَقَالَ : هي بلغةِ طئ يَا إنْسَانُ.
قَال أَبو الفَتْح : أمَّا الكسرُ والفتحُ جميعاً فكلاهما لالتقاءِ الساكنين وَذَلِك أَنَّهُ بَنى الكلامَ عَلى الإدراج لا على وقف حروف المعجمَ فَحَّرَّك فيهِ لِذَلِك.
وَمَنْ فَتَحَ هَرَبَ إِلى خفّةِ الفتحةِ لأَجلِ ثِقَلِ الياءِ قبلَها والكَسْرَة.
وَمَنْ كَسَرَ جَاءَ بهِ عَلَى أَصْلِ حركةِ التقاءِ السَّاكِنينِ ونظيرُهُ قَوْلُهُمْ : جَيْرِ (٣) وهَيْتِ (٤) لَك وَإيِهِ ، وسيبويهِ ، وَعَمْرَوَيْهِ ، وَبَابهما.
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٣٠.
(٢) من قوله تعالى من يس : ٣٦ / ١ و ٢ : (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ).
(٣) جير : نعم.
(٤) هيت : هلم.