وَمَنْ ضَمَّ احتمل أَمْرينِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ أَيْضاً لالتقاءِ الساكِنَينِ كَحَوْبُ (١) في الزَّجْرِ ، ونحنُ ، وَهَيْتُ لك.
الآخر : أنْ يكونَ على ما ذهبَ إليهِ الكلبي وروينَاهُ عَن قُطْرُب :
فَيا لَيْتَني مِن بَعْدِ فَاطَا وَأَهْلِهَا |
|
هَلَكْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ بِهَا صوتَ إيسانِ (٢) |
ورواه أيضاً : مِنْ بعدِ مَا طافَ أهْلُهَا وَقَالَ مَعْناهُ : صوت إنْسَان.
ويَحتَمِلُ ذلك عندي وجهاً آخرَ ثالثاً ، وهو أنْ يَكُونَ أَرادَ يا إنسانُ إلاَّ أَنَّهُ اكتفى من جميع الاسم بالسين ، فقالَ : يا سينُ فـ (يَا) فيه الآن حرفُ نداء كقولِك يا رجلُ ، وَنَظيرُ حذفِ بعضِ الاسم قولُ النبي صلّى الله عليه وآله : «كفى بالسيف شا» (٣) أي : شاهداً ، فحذفَ العينَ واللاَّمَ.
__________________
(١) الحَوبُ : في الأصلِ الجَمَلُ ثمّ صارَ زَجْراً لهُ.
(٢) البيت لعامر بن جوين الطائي. ويروى (ما طاف) مكان (فاطا و).
انظر : المحتسب : ٢ / ٢٠٣ والمقرب : ٢ / ١٧٠ واللسان : ٧ / ٣٠٩ ومعجم شواهد العربية : ١ / ٣٩٧.
(٣) أصل الحديث أنَّ بعضَ الصحابة قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : «يا رسول الله أرأيت إنْ وجدتُ مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟! قال : نعم». وفي بعض طرق الحديث : «قال : يا رسول الله أأقتله؟ قال : كفى بالسيف شا».
أراد (صلى الله عليه وآله) أن يقولَ : شاهداً ثمّ توقَّفَ ، فقالَ : «لا».
ورُوي الحديثُ بلفظِ «كفى بالسيف شاهداً» أيضاً : ولا شاهدَ فيه على هذه الرواية.
ينظر في : المصنّف لعبد الرزاق الصنعاني : ٩ / ٤٣٤ / ١٧٩١٨ ، وسنن ابن ماجة : ٢ / ٨٦٨ ـ ٨٦٩ / ٢٦٠٦ باب (٣٤) ، وسنن أبي داود : ٢ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣ / ٤٤١٧ باب (٢٣) ، والمبسوط للشيخ الطوسي : ٧ / ٤٨ و ٨ / ١٧١ كتاب الشهادات ، والنهاية في غريب الحديث / ابن الأثير : ١ / ١٩٧ (باب التاء مع الياء).