وبين (١) إِنِ التي للنفي بمنزلة ما (٢) في قوله (سبحانه) : (إِنِ الكافِرُونَ إلاَّ في غُرور) (٣) وقوله :
فَمَا ان طبُّنا جُبْنٌ وَلَكِنْ |
|
مَنَايَانَا وَدَولَةُ آخرينـا (٤) |
وهذا واضح (٥).
وَقَرَأَ علي بن أَبي طالب (عليه السلام) وعمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود ـ واختلف عنه ـ وأُبي بن كعب وأَبو إِسحاق السَّبِيعي : (وإِنْ كادَ) بالدال ـ (مَكْرُهُم لَتزُولُ) (٦) بفتح اللاّم الأُولى وضمّ الثانية : قال أَبو الفتح : هذه إنْ مخفّفة من الثقيلة ، واللاّمُ في قوله : (لَتَزُول) هي التي تَدْخُل بعدَ (إِنْ) هذهِ المخفّفة من الثقيلة ، فصلاً بينَها وبينَ (إِنِ) التي للنفي (٧) في قولِه تعالى : (إِنِ
__________________
(١) بين زائدة أفسدتِ الجملة وربما كانت من عمل النُّسَّاخ.
(٢) قال سيبويه : لمَّا خفَّفها ... ألزمها اللاّمَ لئلاّ تلتبس بإنِ التي بمنزلة ما.
انظر : الكتاب : ١ / ٢٨٣ ومعاني القرآن للأخفش : ٥٠ / ب والأزهية : ٣٥.
(٣) سورة الملك : ٦٧ / ٢٠.
(٤) البيت من أبيات لفروة بن مُسَيك المرادي وقد استشهد بها الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الطفّ في واقعة كربلاء (عام / ٦١ هـ). الطَّبُّ : العادة ، والدولة بالفتح : الغلبة في الحرب. وروي (طعمة) مكان (دولة).
ينظر : الكتاب : ١ / ٤٧٥ و ٢ / ٣٠٥ والأُصول في النحو : ١ / ٢٨٦ ومعاني القرآن للأخفش : ٥٠ / ب والمقتضب : ١ / ٥١ و ٢ / ٣٦٤ والخصائص : ٣ / ١٠٨ وشرح الكافية : ١ / ٢٦٦ وتاريخ مدينة دمشق : ١٤ / ٢١٩ والجنى الداني : ٣٢٨ والمغني : ١ / ٢١ والخزانة : ٤ / ١١٢.
(٥) المحتسب : ١ / ٩١ ـ ٩٢.
(٦) من قوله تعالى من سورة إِبراهيم : ١٤ / ٤٦ : (وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ).
(٧) انظر : ص : ١٧٧ ـ ١٧٨.