ومثله قول النبيّ صلّى الله عليه وآله : «كُلُّ مولود يُولَدُ على الفطرةِ حَتَّى يكون أَبواه هما اللّذانِ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ» (١).
١ ـ إِنْ شِئْتَ كانَ ضميرُ المولوِد في (كانَ) اسماً لها وأبواه ابتداء و (هما) فصل لا موضع لها من الإعراب و (اللذان) خبرٌ (لكان) والعائدُ على اسم كان الضميرُ في (أبواه) لأ نَّهُ أقربُ إليهِ مَمَّا بَعْدَهُ.
٢ ـ وإِنْ شِئْتَ جعلتَ اسمَ (كان) على ما كانَ عليه ، وجعلتَ (أَبواه) ابتداء والجملة بعدهما خبراً عنها وهي مركبة من مبتدأ وخبر : فالمبتدأ (هما) ، وخبرهما اللّذانِ و (هما) وخبره خبرٌ عن (أَبواه) ، و (أَبواه) وما بَعْدَهُمَا خبرُ (كانَ).
٣ ـ وإنْ شئت كانَ في (كان) ضميرُ الشأْنِ والحديثِ ، وما بعدَهُ خبرٌ عَنْهُ (٢).
٤ ـ وإِنْ شَئْتَ رفعتَ (أَبواه) لأَ نَّها اسمُ كانَ وجعلتَ ما بعدهما الخبر على ما مضى من كونِ (هما) فصلا إِنْ شِئْتَ ، ومبتدأ إِنْ شِئْتَ (٣) ، ويجوز فيه هما اللّذين (٤).
__________________
(١) استشهد بهذا الحديث وبهذا النص سيبويه في الكتاب : ١ / ٣٩٦ ، وقد ورد بنص يختلف قليلاً في من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق : ٢ / ٤٩ / ١٦٦٨ برواية فضيل بن عثمان ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، وعنه في وسائل الشيعة : ١٥ / ١٢٥ / ٢٠١٣٠ (٣) باب (٤٨) شرائط الذمّة.
(٢) ذكر السيرافي هذا الوجه : الكتاب : ١ / ٣٩٦.
(٣) الوجوه الثلاثة : الأوّل والثاني والرابع ذكرها سيبويه ولم يذكر الثالث : وكذلك فعل الجرجاني. اُنظر : الكتاب : ١ / ٣٩٦ والمقتصد : ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.
(٤) المحتسب : ٢ / ٣٣ ـ ٣٤.