فَالهَيهُ المُرَقَّع مِنَ الناس المَرْذُولُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ في إبعادِهِ : هَيْه ، فَسُمِّي بالصوتِ الَّذي يُقَال ، كَمَا قَالَ الآخر :
إذَا حَملتُ بِزَّتي عَلَى عَدَس |
|
فَمَا أُبَالِي مَنْ مَضَى ومَنْ جَلَسْ (١) |
يَعْنِي : البَغْلَ ، لاَِ نَّهُ يَقَالُ لَهُ في الزَّجْرِ : عَدَسْ. قَالَ :
عَدَسْ مَا لِعَبَّاد عليك إِمارَةٌ |
|
نجوتِ وهَذَا تَحْمِلينَ طَليقُ (٢) |
فالهَيْهَةُ ـ كَمَا تَرَى ـ ثُلاَثِي وهَيْهَاتَ ـ عَلَى مَا مَضى ـ رُبَاعِيّ ، فاللّفْظَانِ أَخَوانِ ، والمعنيانِ مُتَقَارِبانِ ، لاَِنّ هَيْهَات اسم بَعُدَ ، وهَيْه زجرٌ وإبعادٌ ، ونظير هَيْه وهَيْهات قَولُهُم : سَلِسَ وسَلْسَلَ ، وقَلِقَ وقَلْقَلَ ،
__________________
قَدَ أَخْصِمُ الخَصْمَ وآتِي بِالرُّبُعْ |
|
وَأَرْقَـعُ الجَفْنَـةَ بِالهَيْـهِ الرَّثِـعْ |
أَخْصِمُ الخَصْمَ : أَغلبُهُ في الخُصُومَةِ ، والرُّبُعُ بضم الباء يريد بِهِ رُبُع الغنيمة ، وروي بفتحها (الرَّبَع) ، وهو فصيل النَّاقة تَضَعُهُ في الربيع ، وهو أول النتاج ، ومعنى آتي بالرَّبَع أقتاده أو أسوقه. والرَّثِع بالرَّاء والثاء المثلثة المكسورة ، وبالعين المهملة الدنئُ الشَّرِهُ الحريصُ الذي لا يبالي ما يأكل وما يفعل ويُقالُ لهُ الهُيْه ، يُريدُ أنَّهُ يُدنيه ويُطعِمَهُ على حالِهِ تلكَ ، ودناءتِهِ. نَقَلَ الأزهري عن ابن الأَعرابي أن الهَيْهَ هو الذي يُزجَرُ فيُقالُ له هِيهِ هِيْهِ ، لدَنَسِ ثِيابِهِ. الرَّثَعُ ، محركة : الدَّناءةُ والشَّرَهُ والحِرْص الشديد ومَيْلُ النفس إِلى دَنيء المَطامِع ، والراثع من يرضى بالطفيف من العطية ، ومن يخادن أخدان السوء ، وفيه دناءة. ينظر في : تهذيب اللغة : ٢ / ٣٢٧ ، و ٤٨١ ـ ٤٨٤ ، ولسان العرب ـ رثع ـ و ـ هيه ـ : ٩ / ٤٧١ ، و ١٧ / ٤٥ ، وتاج العروس : ٢١ / ٦٤ ، و ٣٦ / ٥٥٦.
(١) البِزَّةُ : السِّلاحُ. ويروى (فلا) مكان (فما) و (أو من) مكان (ومن). المخصص : ٦ / ١٨٣ وشرح المفصل : ٤ / ٢٤ ، ٧٩ واللسان : ٨ / ٧.
(٢) البيتُ لِيزيد بن مُفرِغ الحميري قاله بعد أن خرج من سجن عبيد الله بن زياد ، وعباد هو عباد بن زياد بن أبي سفيان وكان يزيد قد هجاه. أمالي الشجري : ٢ / ١٧٠ وشرح المفصل : ٢ / ١٦ و ٤ / ٢٣ و ٢٤ وشرح شذور الذهب : ١٩١ والمغني : ٢ / ٤٦٢ والهمع : ١ / ٨٤ وشرح الأشموني : ١ / ١٦٠ و ٣ / ٢٠٨ وخزانة الأدب ـ بولاق ـ : ٢ / ٥١٤ و ٣ / ٨٩.