حاشَا أبي ثَوْبَانَ إنَّ بِهِ |
|
ضِنّا عَلَى المَلْحَاةِ والشَّتْمِ (٧) |
وَأَمَّا (حاشَ الإله) فَمحذوف من حاشَا تخفيفاً ، وهو كَقوْلِك : حاشَا الربّ وحاشَا المَعْبود ، وَلَيس (الإلَه) هَكَذا بالهَمْزِ هُوَ الاسمُ العلَم ، إنَّما ذَلِك اللهُ ـ كَمَا تَرى ـ المحذوف الهمزة على هذا استعملوه لَما وإنْ كانَ لَعمْرِي أَصْلُهُ لإلَهُ مكان الله فَإنّهُ كاستعمالِهِمْ فِي مَكَانَه المعبود والرّبّ. وَمِنْهُ قَولُهُ :
لَعَنَ الإلهُ وَزَوْجَها مَعَـهَـا |
|
هِندَ الهُنُودِ طَويلة الفَعْـلِ (١) |
وأَما (حاشْ لله) بسكون الشِّين فضعيفٌ من موضعين :
أَحدُهُمَا : التقاء الساكنين : الألف والشِّين ، وَلَيْسَتْ الشينُ مُدْغَمَةً.
والآخَر : إِسكانُ الشين بعد حذفِ الألفِ ولا مُوجِبَ لِذَلِك.
لَكنَّ السؤالَ من هذا عَنْ إِدخَالِ لامِ الجرِّ عَلى (لله) وَقَبْلَهَا (حاشْ)
__________________
بِهَا. قالَ أَبو علي الفارسي إنَّ حاشَ حرفُ استثناء وقد أَجازَ النَّصبَ والجرَّ بها الجرمي والزَّجَّاجُ والمُبَرِّدُ وقالَ الكوفيونَ إنّها فعلٌ. انظر : الكتاب : ١ / ٣٧٧ و ٣٩٥ والمقتضب : ٤ / ٣٩١ وأصول النحو : ١ / ٢٥٢ والبيان : ٢ / ٣٩ والإنصاف : ١ / ١٦١ المسألة : ٣٧ والجنى الداني : ٥١٣ والبحر المحيط : ٥ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.
(١) البيت للجميح وهو منقذ بن الطماح بن قيس بن طريف الأسدي وينسب إلى سبرة بن عمرو الأسدي. ويروى (أبا) مكان (أبي) والبيتَ ملفّق من بيتين هما :
حاشَ أبي ثوبان إن أبا |
|
ثوبانَ لَيسَ بِبُكمَة فَدَمِ |
عمرو بن عبد الله إِن به |
|
ضِناً عَن الملَحاةِ والشَّتْمِ |
انظر : المفضليات : ٣٦٧ والمحتسب : ١ / ٢٤١ والمفصل : ١٣٤ والكشاف : ٢ / ٤٦٥ والإنصاف : ١ / ١٦٢ والبيان : ٢ / ٤٠ وشرح المفصل : ٨ / ٤٧ واللسان : ١٤ / ١٨٢ والجنى الداني : ٣ / ٥ والمغني : ١ / ١٢٢ والبحر المحيط : ٥ / ٣٠٠.
(٢) البيت لحسان بن ثابت. وروايته (البَظْرِ) مَكَانَ (الفَعْلِ) وَيُكَنَّى بالفَعلِ عن حياء الأُنثى.
انظر : الديوان : ٢٢٩ والمحتسب : ١ / ٣٤١ والمقرب : ١ / ٢٣٤ وهمع الهوامع : ٢ / ١٤١ والدرر اللوامع : ٢ / ١٩٤ ومعجم شواهد العربية : ١ / ١٨٦.