قال أبو الفتح : لَمْ يوحّد ذو لاَِنَّ الواحدَ يكفي في الحكمِ ، لَكّنَهُ أَرادَ معنى مَنْ ، أَي يحكمُ بهِ مَنْ يعدِل ، ومن تكون للاثنين كما تكون للواحد نحو
قوله :
...... |
|
نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (١) |
وفي قراءة أبي السمال : (مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبُوْ) (٢) مضمومة الباء ساكنة الواو ، من الشذوذ وقوع الواو بعد الضمّة في آخر الاسم ، وهذا شيء لم يأتِ إلاّ في الفعلِ نحو يغزو ويدعو ويخلو ، فأما (ذو) الطائية التي بمعنى الذي نحو قوله :
...... |
|
لأَنْتَحِياً للعظمِ ذو أَنَا عارِقُهْ (٣) |
فَشَاذٌّ ، وَعَلى أَنَّ مِنْهم من يغيِّرُ هذه الواو وإذا فارق الرفع فيقولُ : رأيتُ ذَا قامَ أَخوه ، ومررتُ بِذِي قامَ أَخوهُ ، وَسَأَلتُ أَبا علي عن حكايةِ أَبي زيد : (فَعْلْتُهُ مِنْ ذِي إلينا).
فقال : أَرادَ من الذي إلينا.
فقلت : فهذا يوجِبُ عليهِ أنْ يقولَ : من ذو إلينا.
فقال : ـ وهو كما قال ـ : قد تُغَيَّرُ هذه الواوُ في النصب والجرّ ، وعلى أَنَّ
__________________
(١) تقدّم الشاهد : ص : ١٣١.
(٢) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٧٨ : (اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَوآْ).
(٣) صدره : لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعضَ مَا قد صَنَعْتُمُ
والبيت لعارق الطائي واسمه قيس بن جروة بن عرقان ويروى (فإنْ) مكان (لَئِنْ) و (بَعدَمَا) مكانَ (بعضَ مَا) انتحاهُ قصدَهُ وذُو بمعنى الذي في لغةِ طئ والعارق مُنتَزِعُ اللحمِ منَ العظم. انظر : ديوان الحماسة : ٢ / ٣٥٠ والمحتسب : ١ / ١٤٢ ونوادر المخطوطات : ٢ / ٣٢٨ واللسان : ١٢ / ١٢١ والمزهر : ٢ / ٤٤٨.