لا القرآنُ نحو قولِهِ :
لَعَمْرُك مَا أدري وَإنْ كُنْتُ دَارياً |
|
شُعَيْثُ ابنُ سَهْم أَمْ شُعَيثُ ابنُ مِنْقَرِ (١) |
وَقَرأَ : (أَنْذَرْتَهُمْ) (٢) بهمزة وَاحِدَة مِنْ غَيرِ مَدّ (٣).
قَالَ أَبو الفتح : هذا مِمَّا لاَ بُدَّ فِيهِ أَنْ يكونَ تقديرُهُ : (أَأَنذَرْتَهُمْ) ثُمَّ حَذَفَ همزةَ الاستفهامِ تخفيفاً لِكرَاهةِ الهمزتينِ وَلاَِنَّ قَوْلَهُ : (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ) (٤) لاَ بُدَّ أَنْ يكونَ التسوية فِيهِ بينَ شيئينِ أوْ أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ وَلِِمجيءِ أَمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ أَيضاً.
وَقَدْ حُذِفَتْ هَذِهِ الهَمْزَة في غيرِ مَوضِع مِنْ هَذَا الضرب. قَالَ :
فَأَصْبَحْتُ فِيهِم آمِنَا لاَ كَمَعْشَر |
|
أَتَوني فقالُوا : مِنْ رُبِيعةَ أَمْ مُضَرْ (٥)؟ |
__________________
سيبويه ، وذهبَ الأخفشُ إلى جوازِ حذفِها في الاختيارِ وإنْ لَمْ يَكُنْ بَعدَهَا أَمْ. الكتاب : ١ / ٤٨٥ وشرح الكافية : ٢ / ٢٧٣ والبحر المحيط : ٧ / ١١ والجنى الداني : ١٠٠ والمغني : ١ / ٧ و ١٥.
(١) البيت للأسود بن يعفر التميمي ونسب إلى اللعين المنقري التميمي. وشعيثُ اسمُ رجل وحُذِفَ تنوينُهُ للضرورة. وابنُ خبرُهُ ، يقول ما أدري أي النسبين هو الصحيح. الكتاب : ١ / ٤٨٥ والمقتضب : ٣ / ٢٩٤ والكامل : ٣ / ١٧٨ والمغني : ١ / ١٤ والهمع : ٢ / ١٣٢ وشرح التصريح : ٢ / ١٤٣ وشرح الأشموني : ٣ / ١٠١ ، ١٠٢ وخزانة الأدب ـ بولاق ـ ٤ / ٤٥٠ والمحتسب : ٢ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣.
(٢) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٦ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ).
(٣) هي قراءَة ابن مُحَيصِن. المحتسب : ٢ / ٣٨١ ومختصر في شواذ القرآن : ٢ وشواهد التوضيح والتصحيح : ٨٨.
(٤) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٦ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ).
(٥) البيت لِعِمْرَانَ بنِ حِطَّان الخارجي : ويروى (أو) مكان (أَم). الخصائص : ١ / ١٨١ وأمالي الشجري : ١ / ٢٦٧ و ٣١٧ وشواهد التوضيح والتصحيح : ٨٨.