فيمن قَالَ : أَمْ ، أيْ : أمِنْ ربيعةَ أَمْ مضر؟ وَمِنْ أَبيات الكتاب :
لَعَمْرُكَ مَا أدري وَإنْ كُنْتُ دَاريا |
|
شُعَيْثُ ابنُ سَهْم أَمْ شُعَيثُ ابنُ مِنْقَرِ (١) |
وقَالَ الكُمَيتُ :
طَربتُ وما شوقاً إلى البيضِ أَطْرَبُ |
|
وَلاَ لَعِباً مِنّي وَذُو الشَّيبِ يَلْعَبُ (٢) |
قِيلَ أَرادَ أَوَ ذُو الشيبِ يَلْعَبُ؟ وَقَالُوا فِي قولِ اللهِ سبحانه : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (٣) أرادَ : أَوَ تِلْكَ نعمةُ؟ (٤) قَالَ :
لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِيَ وَإنْ كُنْتُ دَارياً |
|
بِسَبْع رَمينَ الجمْرَ أَمْ بِثَمَانِ (٥) |
يُريدُ : أَبِسَبْع؟ وَعَلَى كُلِّ حال ، فَأَخبَرَنَا أَبو عَلِيّ ، قَالَ : قالَ أبو بكر : حذفُ الحرفِ لَيسَ به قياسٌ وَذَلِكَ أنَّ الحرفَ نائبٌ عن الفِعْلِ وَفَاعِلِهِ. أَلاَ تَرىَ أَنَّكَ إذَا قُلْتَ : مَا قَامَ زيدٌ ، فَقَدْ نَابَتْ (مَا) عَنْ (أَنْفِي) كَمَا نَابَتْ (إِلاَّ) عَنْ (أَستثني) وَكَمَا نَابَتْ الهمزةُ وَهَلْ عَنْ (أَسْتَفْهِم) ، وَكَمَا نَابَتْ حروفُ العَطفِ
__________________
(١) تقدَّمَ الشاهد في : ص : ٥٦٧.
(٢) البيت مطلع إحدى هاشميات الكميت بن زيد الأسدي. الهاشميات : ٣٦ والكامل في اللغة ـ تحقيق محمد الدَّالي : ٢ / ٩٠ والأغاني تحقيق المُهنا : ١٧ / ٣٠ ـ ٣١ وأخبار شعراء الشِّيعة : ٦٥ والخصائص : ٢ / ٢٨١ وأمالي الشَّجري : ١ / ٢٦٧ وشواهد التَّوضيح والتَّصحيح : ٨٨ والمغني : ١ / ١٤ وأعيان الشيعة : ٩ / ٣٥ وشرح الهاشميات : ٣٩ والنبي وآله (عليهم السلام) في الشعر العربي : ٤٧.
(٣) سورة الشعراء : ٢٦ / ٢٢.
(٤) القول بحذف الهمزة يرجع لغير أبي الفتح كما يتّضح مِن صدرِ عبارته لكن ابن مالك نسب هذا القول إلى أَبي الفتح ، حيثُ قَالَ : قَالَ أبو الفتح وغيرهُ أراد : أو تلك نعمة. شواهد التوضيح والتصحيح : ٨٧.
(٥) البيت لعُمرَ بنِ أَبي ربيعةَ. ويُروَى (رميتُ) مكانَ (رمينَ). الديوان : ٢٥٨ والكتاب : ١ / ٤٨٥ والمقتضب : ٣ / ٣٩٤ وخزانة الأَدب ـ بولاق ـ ٤ / ٤٤٧.