فصل : قوله (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) الاية : ٢٨.
قال ابن عباس : معناه يعلم ما قدموا وما أخروا من أعمالهم (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) قال : أهل الوعيد ، معناه لا يشفع هؤلاء الملائكة الا لمن ارتضى جميع عمله.
قالوا : وذلك يدل على أن أهل الكبائر لا يشفع فيهم ، لان أعمالهم ليست رضا الله ، وهذا الذي ذكروه ليس في الظاهر ، بل لا يمتنع أن يكون المراد لا يشفعون الا لمن رضي أن يشفع فيه ، كما قال تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (١) والمراد أنهم لا يشفعون الا بعد اذن الله لهم في من يشفعون.
ولو سلمنا أن المراد الا لمن رضي عمله ، لجاز لنا أن نحمل على أنه رضي إيمانه وكثيرا من طاعاته ، فمن أين أنه أراد الا لمن رضي جميع أعماله.
ثم قال (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) وقيل : في معناه أقوال :
قال الحسن وقتادة : كانتا رتقا ، أي ملتزقتين (٢) ففصل الله بينهما بهذا الهواء.
وقيل : كانتا رتقا السماء لا تمطر والأرض لا تنبت ، ففتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات ، ذكره ابن زيد وعكرمة ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام.
فصل : قوله (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) الاية : ٣٣.
أخبر أن جميع ذلك في فلك يسبحون ، فالفلك هو المجرى الذي تجري
__________________
(١). سورة البقرة : ٢٥٥.
(٢). في التبيان : ملتصقتين.