قال محمد بن يزيد المبرد : السلام في اللغة يحتمل أربعة أشياء : منها مصدر سلمت. ومنها جمع سلامة. ومنها اسم من أسماء الله. ومنها اسم شجرة ، ومنه قول الاحظل : الإسلام وحرمل.
وقوله «دار السلام» يحتمل أن يكون مضافة الى الله تعظيما لها. ويجوز أن يكون دار السلام من العذاب ممن حصل فيها.
وقوله (إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) (١) قال سيبويه : زعم أبو الخطاب أن مثله يريد مثل قولك «سبحان الله» تفسيره براءة الله من السوء. وقولك للرجل «سلاما» تريد تسلما منك لا ابتلى بشيء من أمرك.
فصل : قوله (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) الاية : ٧٢.
ـ معنى «يا ويلتى» الانذار بورود الامر الفظيع ، وكان هذا القول من امرأة ابراهيم على وجه التعجب بطبع البشرية ، إذ ورد عليها ما لم تجربه العادة قبل أن تفكر في ذلك ، كما ولى موسى عليهالسلام مدبرا حين انقلبت العصا حية ، حتى قيل له : (أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ) (٢). والا فهي كانت مؤمنة عارفة بأن الله تعالى يقدر على ذلك.
قال الرماني : والسبب في أن العجوز لا تلد أن الماء الذي يخلق الله عزوجل منه الولد مع نطفة الرجل قد انقطع بدلالة ارتفاع الحيض ، فجعل الله الولد على تلك الحال معجزا لنبيه ابراهيم. عليهالسلام.
والبعل الزوج ، وأصله القائم بالأمر ، فيقولون للنخل الذي يستغني بماء السماء عن سقي الأنهار والعيون بعل ، لأنه قائم بالأمر في استغنائه عن تكلف السقي له ،
__________________
(١). سورة الفرقان : ٦٣.
(٢). سورة القصص : ٣١.